وهبي…لولا الظروف

من ذا الذي يتنحى بسهولة عن كرسي دافئ ومريح، ليجد نفسه أمام خطر الأرشفة في صندوق المتلاشيات، خصوصا إذا كان هذا الكرسي هو الأمانة العامة لحزب سياسي بالمغرب ! بما يعنيه ذلك من جاه ومكانة بين البرلمانيين ورؤساء الجماعات، وأصحاب الرسائل والطلبات، والتي قد يكون نظيرها هدايا ومكافآت، دون الحديث عن امتيازات الاستوزار، ولقاء الكبار، وقضاء الأغراض ب”مكالمة”، والمكانة بين علية القوم !

“شكون يسخى بهادشي”، لولا الظروف…لولا ملف “اسكوبار” وما تسبب به من حرج كبير لجرار له سجل مثير للجدل في تاريخ النشأة والمسار…

كان لا بد من التضحية بوجه الحزب، سواء بسبب قضايا الفساد، أو تصريحات “سي وهبي” غير المحسوبة من “التقاشر” إلى “ولدي باه عندو الفلوس” !

وهبي الذي صب جام غضبه على ما “أسماهم الفيسبوكيين واليوتوبرز” ووصف خطابهم بالشعبوي والرديء، يعلم في قرارة نفسه أن هذا الخطاب الشعبوي هو الذي أطاح به !

بماذا ينفع الخطاب المقنن أو المعياري إذا لم يضع الأصبع على هموم المواطنين وعلى رأسها قضايا الفساد !

لكن لا عليك “سي وهبي”، وبخطاب شعبوي “مقبولة منك”، فالطفل الصغير الذي اعتاد مص “اللهاية” يسمح له بالصراخ والبكاء عند انتزاعها منه !

يمكنك التمتع بامتيازات منصب الوزارة لما تبقى من أيام بانتظار تعديل حكومي، فإن تقرر لك التجديد فتلك مكافأة نهاية الخدمة والتنحي من أمام مقود الجرار، أما إن خرجت من الباب الضيق فذلك أضعف الإيمان.

نهاية وهبي السياسية تزامنت مع أمطار الخير، ولعله فأل خير على حزب “الجرار”، وعلى الأمة جمعاء.