لو كان شجر “الأركان” ينطق لنطق .. بئسا للإحتفلاتكم .. “الرعي الجائر” ومقالع “الإسمنت” فهل من منقذ؟


تحتفل وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات, بالويم العالمي لشجرة الأركان, الذي يصادف اليوم الاثنين 10 ماي الجاري.


وخصصت الوزارة برنامجا حافلا بفندق “التلال الذهبية” بمدينة أكادير, للإحتفاء بالجهود المبذولة والإنجازات الرامية لتنمية المجال الحيوي للأركان في المغرب.


لكن أتعلم يا أيها السيد وزير الفلاحة, أن “شجر الأركان” الإرث لا مادي والذي يميز المغرب عن باقي بلدان العالم, لا يحتاج لمداخلات “شفهية” وبرامج بالساعات في الفنادق الراقية, بل يحتاج لعمل ميداني وتأطير قانوني يحمي هذا الإرث من جحافل الأغنام والإبل, ويحتاج لتحرك عاجل من أجل وضع حد لظاهرة “الرعي الجائر”, وهو الواقع “المدمي” الذي لا يخفى على قاص أو دان بالأقاليم الجنوبية للممكلة.


“الرعي الجائر” الظاهرة التي قضت مضجع المناطق المعروفة بشجر الأركان كتيزنيت والتي لم تتوانى ساكنتها في أي مناسبة أو “إعتداء” أن تعبر عن إستنكارها الشديد لما تتعرض له المنطقة ومجالها الغابوي خاصة شجر الأركان من استنزاف و استباحة من طرف الرعاة الرحل و ذلك ضدا على القوانين الجاري بها العمل.


ألا تعلم يا أيها السيد وزير الفلاحة أن مقالع الحجارة والإسمنت قضت على غطاء مهم من هذا “الكنز” في منطقة أمسكرود التي تعرف تمركز مجموعة من شركات الإسمنت, والتي تهدد بأنشطتها إستقرار أسر تمتهن إنتاج “زيت أركان”, الذي يعتبر “مصدر الرزق الوحيد” بالنسبة للساكنة و التعاونيات العاملة في المجال، والمورد الاقتصادي الرئيسي و المادة الخام التي تعول عليها التعاونيات و خاصة النساء اللواتي يعلن عائلاتهن بفضل مادة الذهب السائل .


وإليك سيدي الوزير معلومات لا تخفى عليكم كوصي على قطاع الفلاحة, أن دولة “إسرائيل” الهاوية في هذا المجال مقارنة مع بلد كالمغرب , نجحت بعد سنوات من البحث العلمي، في إيجاد “نُسخة” مماثلة لشجرة الأركان المغربية التي لا تنبت إلا في أرض سوس، واستطاعت ببذور الأركان المغربية في “إنبات” شجرة أركان “إسرائيلية” تتميز بالانتاج الغزير يفوق 10 أضعاف مما تنتجه شجرة الأركان المغربية.


وعبر بحث بسيط على “الإنترنيت” سنلمس جليا أن إسرائيل اليوم أصبحت منافسا شرسا للمغرب في مجالة إنتاج زيوت الأركان، حيث تنتشر حاليا المئات من مستحضرات التجميل في العالم المُنتجة من زيوت الأركان الإسرائيلية، لمنتوجات تحمل شعار “Made In Israel” وتتعلق بمستحضرات زيت الأركان.


ووفق تقارير إعلامية وطنية سابقة، فإن أزيد من 20 ألف شجرة أركان توجد حاليا في دولة الكيان الإسرائيلي، ولازالت تعمل الشركات الإسرائيلية على زيادة الانتاج لاكتساح أكبر عدد من الأسواق العالمية.


“شجر الأركان” اليوم وواقعه في وطننا الحبيب, لا يحتاج ليوم عالمي أو إحتفالات صورية, “الأركان” يرزح تحت وطأة مشاكل وظواهر تحتاج لتحرك فعلي وجدي ينقذه من خطر محدق .