قضية “إيسكوبار الصحراء”.. هل دخل “البسيج” على الخط؟..

مصطفى الفن

هل دخل “البسيج” أو المكتب المركزي للأبحاث القضائية على الخط في قضية “إيسكوبار الصحراء”..

أتحدث هنا عن ملف أحمد بنبراهيم البارون الدولي المعروف ب”المالي” والمحكوم حاليا ب10 سنوات سجنا نافذا” في قضية 40 طنا من المخدرات..

وكما هو معروف أيضا..

فهذا الملف ذكرت فيه شخصيات وازنة من عالم المال والأعمال وذكر فيه اسم رئيس فريق رياضي وذكر فيه برلمانيون وقياديون حزبيون.

الأنباء المسربة، في انتظار التأكد من صحتها، تتحدث أيضا عن أسماء حركية وعن ألقاب وعن هويات مجهولة تبدأ ب”المالطي الوجدي” والذي ليس سوى ثري وقيادي في حزب حكومي وتنتهي ب”زنتار” مرورا ب”بموسخ الكول” و”عبد القادر الجزائري”..

طبعا، وإلى حد الآن، ليس هناك أي خبر أو إعلان رسمي عن دخول “البسيج” في هذا الملف الذي تشتم منه رائحة المخدرات والأموال العابرة للحدود وللدول وللقارات أيضا..

كما أن هذه المخدرات والأموال العابرة للحدود هي ممزوجة ربما بالسياسة وبالسلطة وبالرياضة وبالليالي الملاح ومعها ربما حتى بعض الممنوعات الأخرى..

لكن هذا ما يتردد حاليا على نطاق واسع وسط بعض الكواليس وهو أن “البسيج” تسلم هذا الملف وهو الذي سيتكلف بمسطرة الإحالة إذا ما صحت هذه الأنباء..

وظني أن دخول “البسيج” يبقى واردا جدا جدا..

لماذا؟

لأننا لسنا ربما أمام ملف عادي..

والواقع أننا أمام ملف معقد وربما له علاقة حتى بالأمن القومي للبلد خاصة بعد ورود أنباء تتحدث عن فرضية علاقة شبكة “البارون المالي” و”المالطي الوجدي” بجنود جزائريين..

ولا تقف الأمور عند هذا الحد، ذلك أن بعض التسريبات تتحدث أيضا حتى عن فرضية علاقة جمعت “البارون المالي” ب”المالطي الوجدي” القيادي في الحزب الحكومي..

وتشير هذه التسريبات أيضا إلى أن اللقاء المفترض الذي جمع “المالطي الوجدي” ب”البارون المالي” كان في مدينة السعيدية بمقلع لتكسير الأحجار..

بل هناك حديث أيضا حتى عن إمكانية أن يكون هذا اللقاء بهذا المقلع هو مجرد واجهة لتهريب أطنان المخدرات في اتجاه الجزائر ومنها إلى موريتانيا..

أكثر من هذا، هناك أيضا حديث عن اعترافات مفترضة لبعض عناصر الشبكة الذين اعتقلوا في الدفعة الأولى في هذا الملف والذين وصل عددهم إلى ثمانية أشخاص بينهم رئيس جماعة..

إذ من غير المستعبد أن تكون هذه الاعترافات قادت أيضا إلى كشف لقاء مفترض آخر جمع هذه المرة بين “البارون المالي” وبين ثلاثة أو إثنين من الشبكة ضمنهم هذا الذي يلقب ب”موسخ الكول”..

كما تتحدث بعض الأنباء أيضا عن تفصيل مهم قد يكون هو مفتاح اللغز في تفكيك الكثير من أسرار هذه الشبكة التي تختفي خلف السياسة والتي تتحرك أيضا ب”كاش” كثير وربما بكل العملات أيضا..

وجاء في هذا التفصيل أن اللقاء، الذي جمع “البارون المالي” بأصحاب الملابسة الرثة أو برفاق “موسخ الكول”، قد تكون احتضنته الفيلا المعلومة بكاليفورنيا بالدار البيضاء..

ولأن “البارون المالي” لم يعجبه ربما المنظر “البئيس” لأصحاب الملابس الرثة و”الكولات الموسخة” فقد أصر وأبي إلا أن يشتري لهم من “ماله الخاص” “كوستيمات” جديدة..

نعم اشترى لهم “البارون المالي” “كوستيمات” جديدة تليق بمستنقع “كباري” شهير بعين الذياب قضوا فيه جميعا ليلة ليلاء ولم يغادروه إلا في الساعات الأخيرة من صباح اليوم الموالي..

وحتى لا أنسى، فهذا “الكباري” الشهير هو أيضا مملوك لعائلة دخلت السياسة ودخلت البرلمان ودخلت المؤسسات المنتخبة..

لكن كيف دخلت هذه العائلة “المحترمة” كل هذه المؤسسات الدستورية وغير الدستورية؟

لقد دخلتها ب”صباطها” أو قل ب”بيرتها الفاسدة” ومعها الاتجار في كل شيء يقود إلى الإثراء السريع ولا يهم أن يكون هذا الإثراء مشروعا أو غير مشروع..

بقي فقط أن أتساءل:

ماذا أقول لكل هؤلاء “الأثرياء” الجدد والسياسيين الجدد من كل هذه الأحزاب من أصحاب الأموال المشبوهة والغامضة؟

لا سامحكم الله لأنكم تفعلون كل شيء وتقترفون كل المصائب وترتكبون كل الجرائم المالية..

لكنكم تستكثرون علينا نحن “المزاليط” أن تكون عندنا حتى مجرد “ماكينة صابون” لا يتعدى ثمنها ثلاثة آلاف درهم..

وهذه السياسة بشكل مغاير وإلا فلا..
..