سعيد الشرامطي : حزب العدالة والتنمية أقبر اللجنة الوطنية لاسترجاع سبتة ومليلية و”الرميد” اعتقلنا تعسفيا


أكد جلالة الملك المغفور له الراحل الحسن الثاني رحمه الله على ضرورة الربط بين مطالب إسبانيا لاسترجاع جبل طارق ومطالب المغرب العادلة لاسترجاع سبتة ومليلية المحتلتين، حيث قال في تصريح له بالولايات المتحدة الأمريكية يوم 15 نونبر1978: “من الواجب أن أقول بصفتي ملكا للمغرب وضامن وحدته الترابية أن سبتة ومليلية جزء من بلادي، ومن الواجب أن أتفاوض مع إسبانيا في إطار السلم والتفاهم وحسن الجوار والصداقة”.


عن هذا الملف وآخر التطورات وعمل الأحزاب السياسية “مغرب تايمز” أجرى حوارا مع سعيد الشرامطي رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان وعضو اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر سابقا.


ما هو رأيكم حول تصريحات العثماني الأخيرة حول سبتة ومليلية؟


السيد رئيس الحكومة ، لم يقدم على التصريح بأي شيئ جديد بل كانت تصريحاته جد عادية، حيث صرح بما يروج في خلجان أي مواطن مغربي من نسل أبناء المقاومة الوطنين الشرفاء لهذا الوطن وحرصهم على استكمال الوحدة الوطنية وبما أن رئيس الحكومة من تلامذة الدكتور عبد الكريم الخطيب هذا عادي وليس غريب عن المدرسة التي ينتمي إليها رغم أنني أحسست أنه كان متحفظ في الوهلة الأولى نظرا لمنصبه الحكومي ولكن وطنيته انتصرت على منصبه.


أقول هذا الكلام رغم أننا في اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر تعرضنا من قبل حزبه ووزير العدل و الحريات مصطفى الرميد للاعتقال التعسفي جراء مطالبتنا باستكمال الوحدة الوطنية و احتجاجنا ضد المحتل الإسباني ببوابة بني أنصار ولن ننسى هذا الموقف التاريخي لأن وزير العدل كان رئيس النيابة العامة وتابعنا بالاحتجاج بدون ترخيص وساهم في تفكيك أعضاء اللجنة داخل النفوذ المغربي بدون أن يصل إلى الوطنيين بمليلية وسبتة الذين هم لا زلوا على العهد.


بعد الانتصارات الديبلوماسية التي حققها المغرب ماذا تتوقعون كخطوة دولية في ملف استرجاع سبتة ومليلية والجزر؟


الواقع أننا كنا نتوقع هذه الانتصارات الدبلوماسية منذ سنة 2014 وأصبحنا نعلن عليها في سنة 2016 و 2017 وإننا كن حاضرين في مدينة العيون في افتتاح القنصلية الشرفية لدولة الكوديفوا الذي يرأسها الأخ محمد الإمام ماء العينين التي كانت أول قنصلية شرفية ورمزيتها التي يعرفها الخواص أكثر من العامة نظرا لمن يرأسها ، أما الانتصارات المتتالية فهي نتاج عمل جبار للأساتذة المغاربة، وعلاقاتهم مع بعض الدول الصديقة.


أما في ما يتعلق بملف إستكمال الوحدة الوطنية سبتة ومليلية فستكون على نهح “هنكونكغ ومكاو” أي خلق تنمية ومحاصرة اقتصادية حتى الاستسلام وهذا ما نعاينه من مشاريع تنموية واقتصادية وسياحية واجتماعية بالقرب من المدينتين وبطبعة الحال ضمان بعض الحقوق التاريخية للجارة اسبانيا. ما ينصب في سياق ما قاله الملك الراحل الحسن الثاني ويسيرعلى نهجه مولانا أمير المؤمنين الملك محمد السادس أطال الله بقائه.

اليوم ما تقييمكم لعمل الأحزاب السياسية بالمغرب للترافع على هذا الملف؟


الأحزاب السياسية رغم التوجيهات السامية فهي في عالم الجمود وذلك للانخفاض مستواها السياسي وتفكيرها في مآربها الشخصية بدل الوطنية، فإنها لم تعد تلك الأحزاب التي عرفناها في السبعينات وثمانينات القرن الماضي، أصبحت أحزاب تعتمد على المال وتفتقد للمبادئ ، مما جعل الشعب يخاطب المؤسسة الملكية بدون وسيط .


هذا مشكل خطير، هنا أتذكر جيدا عندما قمنا بحملة وطنية في صفوف الأحزاب السياسية المغربية وقمنا بدق أبواب جل الأحزاب الوطنية فقط للتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها المواطنين المغاربة بالمعابر الحدودية لسبتة و مليلية وإهانة لرموز الوطنية فلم نجد من يستجيب من هذه الأحزاب وذلك بعد أن زاغت عن المرجعية النضالية و أصبحت تابعة لجهات معنية .


ما ردكم على الرافضين استرجاع الثغرين بالقول أن المغرب لن يحافظ على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لسبتة ومليلية اللذين هما عليه في حكم الاسبان؟


الرافضين لإسترجاع الثغرين المحتلين هم أناس يسبحون في كنف الاحتلال ومن بينهم العديد من العملاء وتجار المصالح الشخصية الضيقة، أما الوطنيون الأحرار فلا شرف لديهم إلى استكمال وحدتهم الوطنية وبناء دولة قوية على ضفة المحيط الأطلسي و البحر الأبيض المتوسط.


دولة تعترف بها جل الأمم أنها القوة العظمى في شمال غرب إفريقيا تضمن الأمن و الاستقرار و السلم العالمي وتحمي مضيق جبل طارق، هنا يتضح جليا أن حلمنا ليس لنا بل للأجيال القادمة وعلينا أن نساهم كلنا في المخطط الاستراتجي الذي يسهر على تنفيذه جلالة الملك نصره الله.