فاتح ماي في المغرب… عيد أفقده اليأس بهجته

من الواضح، بل اللأكيد، أن علامات التعجب والاندهاش وكذا الحيرة الكبيرة، قد ظهرت بشكل “ساطع” على وجوه أغلب النخب والمثقفين وحاملي هموم هذا الشعب العظيم, لسبب واحد لا غيره، وهو ذاك الصمت الغريب وغير المفهوم الذي ملأ شوارع المغرب في يوم لم يكن أبدا كسائر الايام منذ القرن التاسع عشر.

هو ذاك العيد العمالي النضالي الذي جعل منه اليأس مجرد يوم عطلة يزور فيها الموظف ابويه، ويسعد فيها التلميذ بالهروب من حجرات التعلم، والاهم ان بعض أشباه النقابيين وزعماء الدكاكين السياسية يلتقطون فيه صورا مثيرة وسط جموع من مريديهم لتزيين مكاتبهم الفخمة والاعلانات الخاصة بحملاتهم الانتخابية.

ورغم الاحتقان الاجتماعي والركود الاقتصادي والازمات المتتالية التي تصيب وبشكل غير مسبوق جيب المواطن المغربي، فإن فاتح ماي هذه السنة لم يكن كغيره في السنوات الماضية البعيدة منها والقريبة، فالعامل من شدة يأسه -في رأي كاتب هذه الأسطر- تناسى يومه العالمي.
تناسي -وليس نسيان- العامل ليومه العالمي في بلدنا، لا يدل إلا على استناج واحد، وهو أن لسان حاله يقول بالعامية وبنبرة هامسة خائفة يائسة : ” غير ديرو لي عجبكم ما بقا هامني”.

لا ينكر عاقل أن ما يمر منه المغرب في أيامنا هاته، هو ازمة اقتصادية لم يشهدها منذ سنوات، كما لا ينكر نفس العاقل، أن حكومتنا المحترمة وتدبيرها الاحترافي، قد وقفا وقفة المتفرج قليل الحيلة أمام هذه الازمة، لكن ما ليس واضحا، هو هذا الصمت المخيف المريب، ولا يمكن أن يتسبب فيه سوى اليأس الذي يصل أحيانا الى الشعور بالقنوط.
خالد افرياض