حميد كونكا: “ممرضو الإنعاش والتخدير بسوس وصلوا حد الإحتراق المهني ولا قانون يحميهم “

ترتبط مهنة التمريض و خاصة الشق المتعلق بالتخدير و الإنعاش بإستمرار حياة المرضى ،حيث يرمى على أعناق ممارسيها جزء كبير من المسؤولية ، لنجدهم ينخرطون بشجاعة و تضحية في حماية أرواح المواطنين مسلحين بنكران الذات و مصطفين في الصفوف الأمامية خاصة في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها المنظومة الصحية في ربوع المملكة .


“مغرب تايمز” أجرى حوار مع حميد كونكا رئيس جمعية الجنوب لممرضي التخدير والإنعاش.


كيف عايشتم طيلة فترة تفشي فيروس كورونا ؟


منذ بداية الجائحة ورغم الخصاص في عدد ممرضي التخدير والإنعاش تم إدراجهم بالمصالح الاستشفائية المستقبلة لمرضى كوفيد والتي كانت في الغالب حالات مستقرة لا تتطلب تدخلات طبية ثقيلة بمستشفيات الجهة.


ومع ازدياد عدد الإصابات وبداية ظهور الحالات الحرجة ثم الاستمرار على نفس النهج في الإبقاء على ممرضي التخدير والإنعاش بهاته المصالح الشيء الذي أدى إلى انفجار الوضع والاصطدام بإنهاكها وظهور النقص المهول في العدد الكافي للتكفل بمرضى مصالح الإنعاش.


تلاها استقدام ممرضين من ذات التخصص من الأقاليم المجاورة للعمل بمصالح الإنعاش بالمستشفى الجهوي الحسن التاني للدعم و سد الخصاص الأمر الذي أدى لاختلال بمستشفيات الأقاليم المجاورة بمصالح المستعجلات والمركبات الجراحية.


هل هناك ما يحميكم قانونيا؟


القرار الوزاري رقم 2150-18 المحدد للأعمال المنوطة بالموظفين المنتمين لهيئة الممرضين والممرضات في مادته الثانية ينص على أن ممرض التخدير والإنعاش يقوم بأعمال المنوطة به تحت مسؤولية طبيب متخصص وإشرافه المباشر. وإذا استحضرنا عدد أطباء التخدير والإنعاش فإن تطبيق مواد هذا القرار يعتبر مستحيلا.


الشيء الذي يعني انعدام أي حماية قانونية باعتباره مشكل مسؤولية و ليس كفاءة، فيكفي أن نذكر أن ممرضي التخدير هم من أمّنوا ملايين العمليات الجراحية و التدخلات الاستعجالية و عمليات النقل الصحي منذ فجر الاستقلال إلى اليوم وفي فترات كان فيها أغلب مستشفيات المغرب لا تتوفر على أطباء في هذا التخصص.

كيف تمارسون هذه المهنة في ظل هذا الواقع ؟


غياب نصوص دقيقة منظمة للمهنة إضافة إلى مصنف للكفاءات والمهن جعل ممرضي التخدير والإنعاش يزاولون تحت ضغط كبير بين الخوف من المتابعات وعلى رأسها عدم مد يد العون والمساعدة هذا من جهة، ومن جهة أخرى الواجب الإنساني بالوقوف جانب المريض ومنحه العناية التي يسمح بها تكوين وكفاءة الممرض.


هذا الضغط يولد أثار نفسية سلبية وكذا جسدية لدينا لدرجة الاحتراق المهني ” burn out” ناهيك عن الظهور السريع لبعض الأمراض المزمنة كالسكري و الضغط الدموي.


كيف تقيمون تعاطي المدير الجهوي للصحة بسوس مع مطالبكم؟


الغياب التام للاستماع إلى مطالب و إقتراحات الممرضين والتي تروم تحسين ظروف اشتغالهم بحكم تموقعهم في الصفوف الامامية، وخصوصا فيما يتعلق بتوفير التأطير القانوني الحمائي لمهنة ممرضي الإنعاش والتخدير.


رأيك حول قول هذا الأخير أن أعداد ممرضي الإنعاش كافية لمسايرة الحالة الوبائية بسوس؟


لا احد أصبح ينكر الخصاص في الموارد البشرية على المستوى الوطني زيادة على غياب التنسيق بين المستشفى الجهوي وباقي المندوبيات خصوصا في شق تعبئة الموارد البشرية.
بالنسبة لأعداد ممرضي التخدير والانعاش فالتوصيات العالمية تقول بتوفير ممرضين لكل خمسة مرضى.


والقرار الوزاري الخاص بالقطاع الصحي الخاص رقم 1693-00 لسنة 2001 ينص على توفير ممرض واحد لكل 4 مرضى. في حين نجد على أرض الواقع كمثال مصلحة الإنعاش لحالات كوفيد المشتبه فيه نجد فريق حراسة يضم ممرضين 2 تخصص التخدير والانعاش ل25مريض، وهذا المثال يتحدث عن نفسه .