آخر الضحايا لاعب مغربي سابق.. ظاهرة “الابتزاز الجنسي” تعود لواد زم

على ما يبدو أن مدينة واد زم أصبحت وكرا مفضلا للممتهنين للابتزاز الجنسي عبر الأنترنيت، حيث تعرض الكثير من الشخصيات للمساومة من طرف أشخاص يقطنون بـ “مدينة الشهداء”، حسب الملفات الأمنية والتقارير الاعلامية التي أكدت ذلك في عدة مناسبات.

ويتداول مصطلح “الأرناك” بكثرة بمدينة واد زم والذي يرمز لعملية الابتزاز الجنسي، حيث يعمد ممتهنوا هذا الجرم إلى إجراء محادثة عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي مع الضحية باستعمال اسم مستعار وصور فتاة حسناء تؤخذ غالبا من المواقع الاباحية، إذ تكون المحادثة مليئة بالإيحاءات الجنسية، بعدها يطلب من الضحية إجراء محادثة عبر تقنية الفيديو وبعدها يتم تصويره في وضعيات جنسية مختلفة، وبالتالي القيام بابتزازه بنشر تلك المشاهد على اليوتيوب أو مواقع التواصل إذ لم يتم ارسال مبالغ مالية كبيرة قد تصل في كثير من الأحيان إلى ملايين السنتيمات.

الكثير من سكان مدينة واد زم يعتبرون “الارناك” مهنة كسائر المهن، ولا يستحي ممارسوها من إظهارها أو التصريح بها أمام ذويهم أو أقرباءهم، حيث يرجعون سبب اللجوء لمثل هذه الاعمال، للبطالة والتهميش الذي تعاني منه المدينة خصوصا وأن العديد من المعامل التي كانت تشغل عددا كبيرا من أبناء المدينة أقفلت أبوابها وبالتالي لم يجد هؤلاء عملا آخر سوى امتهان الابتزاز الجنسي عبر الانترنيت حسب تصريحات عديدة لأبناء المدينة.

وقد تفجرت العديد من الفضائح الجنسية في السنوات الأخيرة كان مصدرها من مدينة واد زم، أولها كانت منذ أكثر من عشر سنوات ، حينما توجه أحد الأئمة صوب مخفر الشرطة يشتكي تعرضه للابتزاز الجنسي من طرف مجهول، حيث تم تعميق البحث في الموضوع من طرف المصالح الامنية، ليتم القبض على شبكة الابتزاز الجنسي، لكن ما خفي كان أعظم فالعديد من أبناء المدينة ومنهم قاصرون يمتهنون هذا الجرم، لكن خوف الضحايا من الفضيحة والرضوخ لمتطلبات المبتزين كان حائلا أمام اكتشاف كل الشبكات.

ولم يقتصر هؤلاء المبتزين على توجيه سهامهم نحو المغاربة فقط، بل كانت عمليات الابتزاز تطال العديد من الشخصيات العربية والعالمية، منهم وزراء وبرلمانيون ورياضيون، ما جعل المدينة عاصمة ل”الابتزاز الجنسي”.

وكان المدرب السابق للمنتخب الوطني والحالي للمنتخب السعودي هيرفي رونار، من الضحايا المعروفين “لأرناكورات” واد زم ، إذ سقط في شباك عصابة متخصصة في النصب والاحتيال حينما كان يجري محادثة حميمية مع فتاة لبنانية، ويظهر فيها رونار يمارس العادة السرية، قبل أن يتضح بعد ذلك أن الحسناء اللبنانية، في الجهة المقابلة، مجرد فتاة وهمية ولا وجود لها، لتتحول العلاقة الوهمية إلى علاقة حقيقية، لكن بملابسات جديدة، حيث جرى تكليف سيدة بالتواصل مع رونار من أجل التفاوض لدفع مقابل حذف الفيديو أو نشره، في حال رفض الرضوخ لمطالب الشبكة المتخصصة في الايقاع بالمشاهير والمسؤولين الكبار، داخل وخارج المغرب حيث استجاب المدرب للطلب الأول، لكن توالت الطلبات، وهو ما أجبر مدرب المنتخب السعودي على تكليف صديق له بالمغرب من أجل تقديم شكاية رسمية لدى السلطات المغربية من أجل النظر في القضية، وهو ما تسرب للصحافة المغربية وتحول لقضية رأي عام، ليقبض بعد التحريات على شخصين من مدينة الشهداء ، يقبعان حاليا في السجن.

وآخر ضحايا ممتهني ”الارناك” هو لاعب دولي مغربي سابق، يشتغل حاليا محللا بأحد القنوات الرياضية، حيث تعرض بدوره لنفس العملية، ودفع مبالغ مالية كبيرة للمبتزين قبل أن يضيقا ذرعا من ذلك، حيث اضطر إلى تكليف شقيقه لتنصيب محام من هيأة خريبكة الذي وضع شكاية نيابة عنه، للمطالبة بفتح تحقيق قضائي في الموضوع، ليتم بعدها إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص متورطين في هذه القضية.