على خلفية اتهامات “العبودية” في زواج ابنة ميارة…موريتانيات يلجأْن إلى القضاء

وجهت النائبة البرلمانية فاطمة التامني، عن فيدرالية اليسار، سؤالا كتابيا الى وزير العدل عبد اللطيف وهبي تتساءل فيه عن تقديم هدايا “آدمية” لما يسمى “عبيدا” لابنة رئيس مجلس المستشارين بمناسبة زفافها، الذي أثار استياء كبيرا لدى المتتبعين ولدى الرأي العام الحقوقي المغربي.

وقالت التامني “في الوقت الذي تجرم فيه كل الاتفاقيات الدولية التي وقع عليها المغرب كل أشكال العبودية والتمييز، نجد مثل هذه الممارسات المشينة والمنتهكة للقيم الإنسانية تصدر في حضرة مسؤولين في الدولة”، مطالبة بـ”الكشف عن الإجراءات التي سيقوم بها تجاه هذه الممارسات التي تنتهك الدستور والمواثيق الدولية”.

وفي هذا الصدد وضعت الموريتانيتان اللتان أثير الجدل حولهما في الأيام القليلة الماضية حدا لجميع “الادعاءات”، التي مست بإنسانيتهما ووسمتهما بالعبودية، من خلال الفهم “السيئ” الذي خلفه مقطع فيديو لا يتجاوز 18 ثانية من حفل زفاف ابنة رئيس مجلس المستشارين بمدينة العيون.

حيث نددت امباركة منت أحمد، ولمنية منت أحمد، خلال شريط فيديو، تتوفر بما أسمتاه حملة التشهير التي استهدفتهما، مستعرضتين الآلام النفسية التي طالتهما جراء هذا الحدث الاحتفالي العادي.

وفي السياق ذاته أكدت امباركة منت أحمد أنها تتمتع بحريتها الكاملة، وتجمعها “علاقة اجتماعية خاصة مع عائلة العريس، التي تنأى بنفسها عن الخوض في موضوع العبودية، الذي تعتبره دولة موريتانيا خطا أحمر، وأحد الطابوهات التي تم الحسم معها”.

وأضافت المتحدثة، أن بلادها “أقرت الحظر النهائي لهذه الظاهرة التي عفا عنها الزمن، والتي تعود إلى العصور الوسطى، من خلال ترسانة قانونية عملت الدولة الموريتانية على تنزيلها بصرامة، والتي أثمرت القضاء على كل مظاهر العبودية والعنصرية من جذورهما من بوابة عقوبات زجرية تطال أي متورط بها”.

ولم تخف منت أحمد الأضرار النفسية التي لحقتها وعائلتها جراء حملة التشهير التي استهدفتها في مواقع التواصل الاجتماعي المغربي، مستغربة من “التحوير الذي طال الموضوع، الذي لا يخرج عن أعراف ومظاهر الاحتفال بالأعراس في الصحراء وموريتانيا بسبب تشاركهما الثقافات والقيم المجتمعية”، لافتة إلى أن “عائلة أهل ميارة وأهل ودادي يترفعان عن هذا النوع من الممارسات العنصرية”.

واشارت المتحدثة عن عزمها اللجوء إلى القضاء بالمغرب وموريتانيا بحثا عن الإنصاف وإعادة الاعتبار لها وللمنية منت أحمد جراء ما طالهما من إهانات وتجريح، مؤكدة أنها “توجد في هذه الأثناء بنواكشوط رفقة لمنية منت أحمد، التي تضررت هي الأخرى من حملات التشهير المهينة والحاطة من الكرامة الإنسانية”.