إشعارات مفاجئة من «غوغل» تثير حيرة صناع المحتوى الإعلامي.. أين تذهب أرباح الأدسنس في المغرب؟

تسببت رسائل إلكترونية غير متوقعة في إثارة موجة من القلق والحيرة بين مجتمع صناع المحتوى والمؤثرين الرقميين خصوصا الإعلامي في المغرب. وأرسلت هذه الرسائل شركة «غوغل» العملاقة، معلنةً عن فشل عملية تحويل المستحقات المالية عبر نظام الإعلانات «أدسنس»، وهو المصدر الأساسي لكثير من الناشطين الرقميين لتحقيق دخل مستدام من محتواهم على المنصات الإلكترونية.
ووردت هذه الإشعارات منذ صباح يوم الثلاثاء، وأشارت محتوياتها إلى حدوث تعطّل غير مبرر في آلية الدفع، من دون تقديم أسباب واضحة أو تفصيلية لهذا التوقف المفاجئ. وقد سبّب ذلك توتراً بين الأفراد الذين يعتمدون على «أدسنس» لتغطية نفقاتهم الشخصية أو لتسيير أعمالهم الصغيرة، خاصة في ظل اعتماد العديد من الفرق الإعلامية الرقمية الناشئة على هذه الإيرادات كمصدر رئيسي للتمويل.
ولمواجهة الموقف، أوصت «غوغل» المستخدمين الذين لم تصل مدفوعاتهم بالتحقق من حساباتهم البنكية والاتصال بمؤسساتهم المالية لاستيضاح سبب عدم استلام الأموال. فيما طُلب من أولئك الذين يعتمدون على الشيكات أو خدمة «ويسترن يونيون» إعادة التواصل مع الدعم الفني للشركة لتسوية أوضاعهم. هذه الإجراءات، رغم ضرورتها، اعتبرها البعض خطوة متأخرة وغير كافية في ظل الانتشار السريع للقلق بين صناع المحتوى.
ويبدو أن حجم التأثر واسع نسبياً، إذ تلقى العشرات من الناشطين في المجال الرقمي المغربي الإشعار ذاته تقريباً في توقيت متزامن، ما يعكس أن المشكلة قد تتجاوز حالات فردية لتصبح أزمة مؤقتة على مستوى المنصة. وفي غياب تفسير رسمي، تتناثر التكهنات بين احتمال وجود خلل تقني عابر في منصة «غوغل» نفسها، وبين فرضية تتعلق بإجراءات رقابية أو تقييدية جديدة تتبعها بعض البنوك المحلية تجاه تحويلات محددة، أو حتى مراجعات داخلية لسياسات الدفع لدى الشركة.
ويُذكر أن هذه الحالة تترك أثراً مادياً ونفسياً كبيراً على العديد من الأفراد والفرق الصغيرة التي تعتمد على إيرادات «أدسنس» كمصدر دخل أساسي، ما يدفعهم للمطالبة بشفافية أعلى وتواصل أكثر فعالية من الشركة لتوضيح الغموض المحيط بالمشكلة وتقديم حلول سريعة. إضافة إلى ذلك، أثارت الأزمة نقاشاً أوسع بين صناع المحتوى حول الحاجة إلى تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد الكلي على منصة واحدة، سواء لأسباب تقنية أو لأسباب تنظيمية وقانونية قد تفرضها السياسات الجديدة.
وبينما يترقب المستخدمون حلاً سريعاً من «غوغل»، يبقى السؤال الأبرز: كيف يمكن لمجتمع صناع المحتوى في المغرب ضمان استقرار مصادر دخله في ظل تقلبات المنصات الرقمية العالمية؟ هذه الأزمة تشير إلى الحاجة الملحة لتطوير استراتيجيات مالية أكثر أماناً، وربما البحث عن بدائل محلية أو إقليمية يمكنها حماية الأرباح من أي تعطّل مفاجئ.

تعليقات