البرلمانية كوكوس توضح خلفيات صورة الجلوس على الأرض في محطة القطار وترد على الاتهامات

أثارت صورة متداولة للنائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة نجوى كوكوس، تظهر فيها جالسة على أرضية إحدى محطات القطار بمدينة الرباط، موجة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما جرى تداولها مرفقة بتعليقات وتأويلات متباينة، سرعان ما حولت المشهد إلى موضوع نقاش سياسي وخدماتي في آن واحد.
وانقسمت آراء المدونين والمتفاعلين بين من اعتبر الصورة دليلا على اختلالات تعانيها بعض محطات القطار، منتقدين وزارة النقل والمكتب الوطني للسكك الحديدية بسبب ما وصفوه بغياب الكراسي وعدم توفير شروط الراحة للمسافرين، خاصة في ظل الاكتظاظ الذي تعرفه هذه الفضاءات العمومية.
في المقابل، ذهب رأي آخر إلى اعتبار الواقعة مجرد سلوك متعمد يهدف إلى التقاط “لقطة” ذات بعد سياسي، تستعمل في سياق انتخابي، خصوصا مع اقتراب موعد الاستحقاقات التشريعية، ومع وجود وزير النقل المنتمي لحزب الاستقلال، ما فتح الباب أمام قراءات ربطت الحادثة بصراع حزبي مبكر.
أمام هذا الجدل، خرجت النائبة البرلمانية نجوى كوكوس بتدوينة توضيحية، أكدت فيها أن جلوسها على الأرض كان نتيجة تعب حقيقي وآلام حادة في الرجلين والظهر، أثناء انتظارها القطار المتوجه إلى الدار البيضاء، وفي ظل اكتظاظ كبير وغياب كراسي كافية داخل المحطة.
وأوضحت أن ما قامت به كان تصرفا عفويا وطبيعيا، لم تكن فيه استثناء، إذ جلس إلى جانبها مواطنون ومواطنات آخرون بسبب الإرهاق، معتبرة أن التعب لا يفرق بين مسؤول ومواطن عادي.
وأضافت البرلمانية أنها فوجئت بالتقاط صورة لها في تلك اللحظة من طرف أحد الصحفيين، رغم تعبيرها الصريح عن رفضها نشرها، مؤكدة أنها لم تنشر الصورة بنفسها ولم تعلق عليها، ولم تكن يوما وسيلة للاستعراض أو التواصل السياسي، غير أنها أُخرجت من سياقها ومنحت أبعادا لا تعكس حقيقتها.
وشددت ككوس في تدوينتها على أن السياسي ليس كائنا خارقا، بل إنسان يتعب ويمرض ويتألم، ويعيش نفس ظروف المواطنين داخل الفضاءات العمومية، معتبرة أن النقاش الحقيقي الذي ينبغي أن يثار في هذه الواقعة يتعلق بوضعية بعض المرافق العمومية، وليس بلحظة إنسانية عفوية فرضها التعب والألم.
وأكدت النائبة البرلمانية على أن العمل السياسي يقاس بالفعل والالتزام وتحمل المسؤولية، لا بالصور المقتنصة خارج سياقها ولا بمحاولات تأويل لحظات إنسانية طبيعية، معبرة عن شكرها لكل من تفهم الموقف واختار الإنصاف بدل التسرع في إطلاق الأحكام.

تعليقات