أين اختفت الحافلات السياحية المخصصة لكأس إفريقيا بأكادير؟ مصادر خاصة تكشف الأسباب والعراقيل

رغم مرور أزيد من أسبوع على انطلاق منافسات كأس إفريقيا للأمم، لم تر الحافلات السياحية الجديدة بمدينة أكادير طريقها إلى الخدمة، خلافا لما كان مبرمجا ضمن الاستعدادات المواكبة لهذا الحدث القاري، وهو ما أثار تساؤلات لدى عدد من المتتبعين والمهنيين حول أسباب التأخير.
وحسب معطيات حصل عليها موقع مغرب تايمز، من مصادر خاصة، فإن تعثر انطلاق هذه الحافلات يعود إلى تعقيدات إدارية مرتبطة باستخراج التراخيص والوثائق الضرورية، واجهتها الشركة الخاصة المشرفة على المشروع.
وأوضحت المصادر ذاتها أن صاحب الشركة كان قد اكترى الحافلات من فرنسا خصيصا من أجل تشغيلها خلال فترة كأس إفريقيا، قبل أن تصطدم العملية بمساطر تنظيمية حالت دون دخولها حيز الخدمة في الوقت المحدد.
وأفادت المصادر أن الحافلات يرتقب أن تنطلق في أولى جولاتها ابتداء من اليوم، عبر مسار سياحي يشمل عددا من المعالم البارزة بمدينة أكادير، من بينها قصبة أكادير أوفلا، وسط المدينة، ومنطقة أغروض بنسركاو “la médina”، إضافة إلى التوقف عند حدائق أولهاو، مسجد محمد الخامس، ساحة الوحدة، سوق الأحد، ومتحف تيميتار، في محاولة لتدارك التأخير وضمان حد أدنى من الاستفادة خلال فترة التظاهرة القارية.
غير أن هذه الجولات، بحسب نفس المعطيات، تواجه بدورها مجموعة من العراقيل الميدانية، أبرزها غياب أماكن مخصصة لوقوف هذا النوع من الحافلات، وعدم توفر مسارات طرقية ملائمة لها، ما قد يتسبب في عرقلة حركة السير داخل المدينة. كما أن علو الحافلات، خاصة مع جلوس السياح في الطابق العلوي المكشوف، يجعل الأشجار المنتشرة على جنبات الطرق عائقا حقيقيا أمام سيرها في عدد من المحاور.
وبخصوص قصبة أكادير أوفلا، تشير المصادر إلى أن الحافلات لن تكون قادرة على الصعود إلى القمة بسبب ضيق الفضاءات وعدم توفر أماكن كافية للدوران، ما سيجعلها تكتفي بالتوقف عند المربد القريب من القمة دون الوصول إلى الموقع التاريخي بشكل كامل.
ويأتي هذا التعثر في وقت كانت فيه الحافلات السياحية تراهن على تقديم خدمة مرنة من نوع Hop-On / Hop-Off، بتذكرة يومية محددة في 50 درهما للمغاربة، و25 درهما للأطفال، و80 درهما للأجانب، بهدف تسهيل تنقل الزوار بين مختلف المعالم السياحية وتحسين تجربة الجماهير القادمة لمتابعة مباريات كأس إفريقيا.
وفي سياق متصل، كشف مصدر الجريدة أن الشركة المعنية ستعيد هذه الحافلات إلى فرنسا مباشرة بعد نهاية كأس إفريقيا، في حين تخطط لاقتناء حافلتين جديدتين من هذا النوع ابتداء من شهر ماي المقبل، على أن تبقيا بشكل دائم بمدينة أكادير، في إطار مشروع طويل الأمد يروم تعزيز العرض السياحي بالمدينة.
ويعيد هذا المستجد إلى الواجهة إشكالية الجاهزية المسبقة للمشاريع المرتبطة بالتظاهرات الكبرى، ومدى التنسيق بين مختلف المتدخلين، لضمان تنزيل فعلي وسلس للمبادرات المعلن عنها، بما يخدم صورة المدينة ويستجيب لانتظارات زوارها وساكنتها.

تعليقات