استراتيجي وحيوي.. مدريد تكشف ملامح التعاون الاستخباراتي «العملياتي» مع المغرب

كشف المسؤول الأمني الإسباني الرفيع المستوى، لويس ألبرتو كابانياس كارديناس، مدير مركز مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة التابع لوزارة الداخلية الإسبانية، النقاب عن المستوى «الاستراتيجي والحيوي» الذي بلغه التعاون الاستخباراتي بين بلاده والمملكة المغربية، مؤكداً أن هذا التعاون يشكل دعامة أساسية في مواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود.
وأوضح كابانياس كارديناس، في تصريحات أدلى بها اليوم من مدينة مدريد، أن هذا التعاون لا يقتصر على تبادل المعلومات الروتينية، بل يتخذ طابعاً عملياتياً مستمراً. وأضاف أن هذا النهج التكاملي أثبت فعاليته في تعطيل عدد من التهديدات المحتملة، ما أسهم في تعزيز الأمن الوطني لكلا البلدين.
وأشار مدير مركز مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة إلى أن محور هذا التعاون الثنائي يرتكز على مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، انطلاقاً من إدراك مشترك لطبيعة هذا الخطر الذي لا يعترف بالحدود الجغرافية. وأكد أن نجاح هذا المسار يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمناخ الثقة المتبادلة والدعم السياسي المتواصل من أعلى المستويات في الدولتين.
ولفت كابانياس كارديناس إلى أن هذا الإطار التعاوني يتيح تبادل الخبرات الفنية والتقنية، إلى جانب التحليلات الاستخباراتية الدقيقة، بسرعة وكفاءة، بما يعزز القدرات الاستباقية للأجهزة الأمنية. ويرى مراقبون أن هذا المستوى من التنسيق يضع النموذج الأمني المغربي-الإسباني ضمن الشراكات الإقليمية الأكثر نجاحاً.
وأوضح المسؤول الإسباني أن التعاون يمتد ليشمل مجالات أخرى وثيقة الصلة، من بينها مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، والاتجار بالبشر، وتهريب المخدرات، وهو ما يعكس شمولية الرؤية الأمنية المشتركة. ويُعد هذا المنحى المتكامل ضرورياً لمعالجة البيئات التي قد تتيح انتشار التطرف.
وأشار إلى أن العلاقة الأمنية بين البلدين تجاوزت مرحلة التعاون الظرفي لتتحول إلى شراكة مؤسساتية راسخة، تُترجم عبر قنوات اتصال مباشرة وآليات عمل مشتركة، بما يعكس إرادة متبادلة لبناء فضاء أمني مستقر في المنطقة.
ويُعد هذا الكشف العلني عن تفاصيل هذا المستوى من التعاون، الصادر عن مسؤول أمني رفيع، مؤشراً واضحاً على متانة التحالف الاستراتيجي بين المغرب وإسبانيا، وعلى الدور المحوري الذي يضطلع به التعاون الثنائي في صون الأمن والاستقرار، ليس على المستوى الوطني فحسب، بل على مستوى المنطقة الأوسع.

تعليقات