آخر الأخبار

أقل من 2000 درهم شهريا لأطر التعليم الأولي رغم اتساع مسؤولياتهم

أبرز تقرير حديث حول تقييم التعليم الأولي بالمغرب أن ظروف العمل داخل هذا القطاع ما تزال مطبوعة بهشاشة مادية واضحة، حيث يتقاضى مربيات ومربون يؤطرون ربع الأطفال أجورا تقل عن 2000 درهم شهريا، في حين يحصل مؤطرو 42 في المائة من الأطفال على أجر يبلغ 3000 درهم أو أكثر.

وأشار التقرير، الذي أنجزته الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بشراكة مع منظمة اليونيسيف، إلى وجود تفاوت ملحوظ في صرف الأجور، خاصة داخل التعليم غير المهيكل، إذ صرّح مربيات ومربو 23 في المائة من الأطفال بتأخر في تسلم رواتبهم، مقابل نسب أقل في وحدات الشراكة والقطاع الخاص، ولا تتجاوز 6,5 في المائة في القطاع العمومي.

ووفق المعطيات ذاتها، ينعكس هذا الوضع سلبا على جودة التأطير، في ظل استمرار الاكتظاظ وضعف احترام نسب التأطير المعتمدة، حيث لا يستفيد سوى 55 في المائة من أطفال الوسط الحضري من أقسام تحترم معيار أقل من 15 طفلا لكل مربية أو مربي، بينما يوجد 56 في المائة من أطفال القطاع العمومي و37 في المائة من أطفال الوسط القروي داخل أقسام تضم أكثر من 20 طفلا.

ورغم هذه الإكراهات، أفاد التقرير بأن 93 في المائة من الأطفال يستفيدون من تأطير مربيات ومربين متخصصين أكاديميا أو تلقوا تكوينا في التعليم الأولي، مع تسجيل نسب كاملة في وحدات الشراكة و93 في المائة في القطاع العمومي، مقابل 91 في المائة في القطاع الخاص و85 في المائة في التعليم غير المهيكل. كما يستفيد 72 في المائة من الأطفال من تأطير أطقم خضعت لتكوين مستمر خلال الاثني عشر شهرا الماضية.

وسجلت الوثيقة أن الدافع المهني يظل حاضرا بقوة لدى المربيات والمربين، إذ أفاد 84 في المائة منهم باختيار المهنة بدافع حب العمل مع الأطفال الصغار، فيما عبّر مربيات ومربو 89 في المائة من الأطفال عن رضاهم العام عن ظروف العمل، مع تسجيل تفاوت في مستويات الرضا بين مختلف القطاعات.

وفي المقابل، لفت التقرير إلى اعتماد التعليم الأولي بشكل واسع على أطقم شابة، غالبا ما تفتقر إلى الخبرة المهنية الكافية وتشتغل في ظروف غير مستقرة، خاصة في القطاع العمومي والوسط القروي، وهو ما يثير تساؤلات حول جودة التأطير واستدامة هذا الورش التربوي.

وفي هذا السياق، أوضح التقرير أن 41 في المائة من الأطفال يتلقون تأطيرهم من مربيات ومربين لا تتجاوز أعمارهم 30 سنة، فيما يؤطر 49 في المائة من الأطفال طاقم لا تتجاوز خبرته خمس سنوات، وترتفع هذه النسبة إلى 70 في المائة في الوسط القروي، مقابل 34 في المائة فقط في الوسط الحضري.

وسجل التقرير مفارقة داخل القطاع العمومي، الذي يشكل ركيزة أساسية في تعميم التعليم الأولي، حيث يعتمد بدرجة أكبر على أطقم شابة قليلة الخبرة، إذ يتابع 59 في المائة من الأطفال مربيات ومربين لم تتجاوز خبرتهم خمس سنوات، فيما لا تتجاوز أعمار 54 في المائة منهم 30 سنة، بالتوازي مع تسجيل مستويات مرتفعة من عبء العمل، صرّح بها مربيات ومربو 46 في المائة من الأطفال.

وخلص التقرير إلى التحذير من هشاشة الاستمرارية المهنية، إذ لا يخطط سوى 45 في المائة من الأطقم التربوية لمواصلة العمل في مجال التعليم الأولي على المدى الطويل، مؤكدا أن تحسين ظروف الاشتغال وتقليص الفوارق المجالية يظلان رهانين أساسيين لضمان جودة واستدامة هذا الورش التربوي.

المقال التالي