آخر الأخبار

خبير لـ«مغرب تايمز»: استضافة «كان 2025» تُحدث زلزالاً اقتصادياً وإنجازاً قياسياً في النقل الجوي

شهدت سماء الدار البيضاء حركة غير مسبوقة، بعدما دخل مطار محمد الخامس الدولي مرحلة جديدة في تاريخه بتجاوز عدد المسافرين عتبة أحد عشر مليون مسافر للمرة الأولى. ويعزو خبراء القطاع هذا الإنجاز إلى العوامل المرتبطة باستضافة المغرب لنهائيات كأس أمم إفريقيا، التي شكّلت محركاً رئيسياً لتدفق أعداد قياسية من المسافرين.

وبحسب معطيات رسمية محيّنة، قفز عدد المسافرين عبر المطار من 10.5 ملايين مسافر خلال الموسم الماضي إلى 11.5 مليون مسافر حالياً، مسجلاً نمواً لافتاً يناهز 10 في المائة. وجاء هذا الارتفاع مدفوعاً بموجة جماهيرية إفريقية واسعة، إلى جانب الوفود الرسمية والسياح الأجانب الذين توافدوا على المملكة تزامناً مع الحدث القاري.

وأكد الخبير الاقتصادي المتخصص في المجال السياحي، الزوبير بوحوث، في تصريح خاص لـ«مغرب تايمز»، أن التقديرات تشير إلى استقبال ما بين نصف مليون ومليون زائر إضافي بمناسبة البطولة. وأضاف أن «هذه التدفقات البشرية يُنتظر أن تولد عائدات اقتصادية تتراوح بين 4.5 و12 مليار درهم، ما من شأنه إنعاش قطاعات الفندقة والمطاعم والنقل بمختلف أنواعه».

وأشار بوحوث إلى أن التركيبة الديموغرافية للدول المشاركة تمنح البطولة بعداً استثنائياً، إذ يتجاوز عدد سكان الدول المتأهلة، باستثناء المغرب، مليار نسمة. وتوقع أن يأتي الجزء الأكبر من المشجعين من الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة والتقاليد الكروية الراسخة، مثل نيجيريا ومصر والجزائر وجنوب إفريقيا.

وبفضل هذه المؤشرات القياسية، يرسخ مطار محمد الخامس موقعه كبوابة جوية رئيسية للمملكة، إذ يستأثر بنحو 31 في المائة من إجمالي حركة النقل الجوي عبر المطارات المغربية. ويعكس هذا الأداء المتصاعد ثمار الجهود المبذولة لتطوير البنية التحتية الجوية والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمسافرين.

ويأتي هذا التطور في سياق تنزيل استراتيجية «مطارات 2030» الطموحة، التي تروم مواكبة النمو المتسارع لحركة الملاحة الجوية. وتركز هذه الاستراتيجية على تحسين تجربة المسافرين، وتوسيع الطاقة الاستيعابية للمرافق، وتحديث البنية التحتية بشكل متواصل.

وتوقع الخبير الاقتصادي أن تحقق البطولة عائدات سياحية مهمة، خصوصاً خلال مرحلتي دور المجموعات والأدوار الإقصائية. كما أبرز أن العاصمة الرباط ستضطلع بدور محوري، بحكم استضافتها أكثر من ثلث المباريات، بما فيها المواجهات الحاسمة والنهائي المقرر يوم الأحد 18 يناير.

وبالتوازي مع ذلك، يُنتظر أن يشهد قطاع النقل الجوي انتعاشة واضحة، مع تصدر الخطوط الجوية الملكية قائمة المستفيدين من تدفق المشجعين. كما ستسهم الزيادة في حركة النقل البري والأنشطة الموازية لها في تعزيز الدينامية الاقتصادية المحلية بمختلف المدن المستضيفة.

ويظل التنسيق الأمني واللوجستي عنصراً حاسماً في إنجاح هذا الحدث الرياضي الكبير، الذي يشكل محطة بارزة ضمن استعدادات المغرب لاحتضان كأس العالم 2030، ويعكس جاهزية البنية التحتية الوطنية لاستيعاب التظاهرات الدولية بكفاءة واحترافية.

المقال التالي