آخر الأخبار

غلاء الخضر والفواكه…الثلوج و الأمطار تكشف عجز حكومة أخنوش عن تدبير الأمن الغذائي

رغم الارتياح الذي عم عددا من المناطق المغربية عقب التساقطات المطرية المهمة التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، وما رافقها من تساقط كثيف للثلوج بأقاليم أزيلال وبني ملال وتارودانت ومناطق جبلية أخرى، فإن هذه الأجواء الإيجابية لم تدم طويلاً لدى فئات واسعة من المواطنين، بعدما تزامنت مع موجة جديدة من الغلاء همت أسعار الخضر والفواكه، سواء على مستوى أسواق الجملة أو نقط البيع بالتقسيط.

التساقطات الأخيرة أعادت الأمل في إنعاش الفرشة المائية وإنقاذ الموسم الفلاحي من شبح الجفاف، غير أن انعكاساتها المباشرة على القدرة الشرائية للمغاربة جاءت عكس التوقعات، حيث سجلت أسعار عدد من المنتوجات الأساسية ارتفاعا ملحوظا، ما أعاد إلى الواجهة النقاش حول فشل الحكومة في ضمان الأمن الغذائي، خاصة في ظل التقلبات المناخية المتكررة.

وفي جولة بعدد من الأسواق بمدينة أكادير، عبر مواطنون عن استيائهم من الزيادات التي وصفوها بـ“غير المفهومة”، معتبرين أن “المطر الذي يفترض أن يخفف الأسعار، أصبح سببا إضافيا لارتفاعها”.

وقال “ن،ه” وهو موظف في تصريح لموقع مغرب تايمز، إن “الخضر البسيطة التي كانت في متناول الجميع، تحولت إلى عبء يومي على الأسر ذات الدخل المحدود”، مضيفا أن الحكومة “تكتفي بتبرير الغلاء دون اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية المستهلك”.

من جهتهم، أرجع عدد من التجار هذا الارتفاع إلى العوامل المناخية الأخيرة، مؤكدين أن تساقط الثلوج وقطع بعض المحاور الطرقية، خاصة بالمناطق الجبلية، أدى إلى تعطيل عملية نقل السلع نحو أسواق الجملة.

وأوضح أحد التجار أن “توقف جني بعض المحاصيل بسبب البرد القارس وصعوبة الولوج إلى الضيعات الفلاحية، تسبب في نقص العرض وارتفاع الأسعار بشكل تلقائي”.

كما أشار مهنيون إلى أن هشاشة سلاسل التوزيع تجعل الأسواق الوطنية شديدة التأثر بأي تغير مناخي، وهو ما يكشف، بحسبهم، غياب رؤية استباقية لدى الحكومة للتعامل مع مثل هذه الظروف الاستثنائية.

وتوجه انتقادات متزايدة لحكومة عزيز أخنوش، التي فشلت، وفق متابعين، في بلورة سياسة فلاحية وغذائية قادرة على التكيف مع التحولات المناخية، وضمان استقرار الأسعار في فترات الأزمات؛ فبالرغم من الإمكانيات المتاحة والخطابات المعلنة حول السيادة الغذائية، ما يزال المواطن المغربي يدفع ثمن اختلالات بنيوية في التخطيط والتدبير.

ويرى مراقبون أن تكرار سيناريو الغلاء مع كل موجة برد أو حرارة أو جفاف، يعكس ضعف آليات المراقبة والدعم، وغياب تدخل فعال لضبط الأسواق، خاصة في ما يتعلق بالمنتوجات الأساسية التي تمس الأمن الغذائي اليومي للمغاربة.

وبين تفاؤل فرضته التساقطات المطرية، وواقع معيشي أثقلته الأسعار الملتهبة، يجد المواطن نفسه مرة أخرى في مواجهة مباشرة مع نتائج سياسات حكومية لم تنجح بعد في تحويل التقلبات المناخية إلى فرصة، بدل أن تبقى سبباً إضافياً لتعميق الأزمة الاجتماعية.

المقال التالي