آخر الأخبار

المغرب يحقق رقمًا قياسيًا جديدًا بتصدير 112 ألف طن من الأفوكادو

رسم قطاع تصدير الأفوكادو بالمغرب صورة لافتة من الأداء الاقتصادي خلال الموسم الفلاحي الأخير، محققًا نتائج غير مسبوقة رغم الإكراهات المناخية والضغط المتزايد على الموارد المائية. فقد بلغ حجم الشحنات الموجهة إلى الأسواق الدولية 112 ألف طن، مسجلًا رقمًا قياسيًا جديدًا يعكس دينامية هذا النشاط وقدرته على التكيف.

وأفادت تحليلات متخصصة، اليوم الأربعاء، أن هذا التطور يأتي في سياق يتسم باستمرار الجفاف واعتماد سياسات تقشفية صارمة في تدبير المياه، ما يبرز حجم المفارقة المرتبطة بتوسع زراعة تُصنف ضمن الزراعات المستهلكة للمياه، في وقت تعاني فيه عدة مناطق فلاحية من خصاص حاد.

وسجلت الصادرات نموًا لافتًا، إذ تضاعفت كميات الأفوكادو المصدرة مقارنة بالموسم السابق، الذي كان بدوره قد حقق أرقامًا قياسية. كما تجاوزت العائدات المالية عتبة 300 مليون دولار لأول مرة، ما يعكس الارتفاع المتواصل للقيمة الاقتصادية لهذا المنتوج ضمن الصادرات الفلاحية الوطنية.

وباتت الأفوكادو تحتل مكانة متقدمة ضمن صادرات المغرب من الفواكه، إذ تساهم بأكثر من 10 في المائة من عائدات النقد الأجنبي في هذا القطاع. ولم تتقدم عليها، من حيث حجم التصدير خلال السنة الماضية، سوى محاصيل اليوسفي والبطيخ الأحمر.

ويبرز هذا الأداء في وقت تشهد فيه عدة أقاليم فلاحية تراجعًا ملحوظًا في مخزون السدود ونقصًا حادًا في المياه المخصصة للري، ما يفتح نقاشًا واسعًا حول مدى قابلية هذا المسار التصديري للاستمرار في ظل التحولات المناخية المتسارعة.

وتنطلق حملة تصدير الأفوكادو مع الأصناف المبكرة في شتنبر، قبل أن تبلغ ذروتها خلال أشهر البرودة، حيث يهيمن صنف «هاس» ذو القشرة السميكة على معظم الشحنات. وقد سجل شهر يناير وحده تصدير 32 ألفًا و600 طن، وهو رقم يتجاوز مجموع صادرات موسم 2019-2020 بالكامل.

وعلى مستوى الوجهات، حافظت إسبانيا على موقعها كأكبر مستورد للأفوكادو المغربي، بحصة تفوق 35 في المائة من إجمالي الصادرات، تليها فرنسا بنسبة 25 في المائة، ثم هولندا بحوالي 22 في المائة، في مؤشر على استقرار الطلب داخل الأسواق الأوروبية الرئيسية.

كما عرفت الأسواق الثانوية توسعًا ملحوظًا، إذ ارتفعت حصتها إلى 6.7 في المائة من مجموع الصادرات. وسجلت كندا أكبر قفزة باستيرادها أكثر من ألف طن، في حين تضاعفت الصادرات نحو إيطاليا وسويسرا سبع مرات، ونحو البرتغال خمس عشرة مرة.

ووصل عدد الدول المستوردة للأفوكادو المغربي إلى 27 دولة، ما يعكس اتساع الرقعة الجغرافية لهذا المنتوج وقدرته التنافسية. وبلغ إجمالي الصادرات نحو الأسواق الثانوية حوالي 7600 طن، مقابل 1800 طن فقط خلال الموسم السابق.

ويظل التحدي الأبرز المطروح هو تحقيق التوازن بين الطموح التصديري وضمان الاستدامة المائية، في سياق يتطلب مواءمة دقيقة بين متطلبات التنمية الفلاحية وحماية الموارد الطبيعية في ظل ظرفية مناخية متقلبة.

المقال التالي