آخر الأخبار

20% ارتفاعاً في الجاهزية.. المغرب ينهي التبعية الخارجية في صيانة «إف-16» و«سي-130»

شهدت القوات الجوية الملكية المغربية تحولاً نوعياً مع تدشين مركز وطني متخصص في الصيانة الثقيلة للطائرات العسكرية، في خطوة استراتيجية ترسخ السيادة التقنية وتعزز الاستقلالية التشغيلية للمملكة في مجال حيوي ظل لعقود مرتبطاً بالخارج.

وجرى افتتاح مركز «المغرب للصيانة الجوية» بقاعدة بنسليمان الأمس، بحضور مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى، ليضع حداً للاعتماد شبه الكلي على مراكز متخصصة بالولايات المتحدة وأوروبا لإجراء الصيانة الهيكلية المعمقة لطائرات «إف-16» و«سي-130».

ويستهدف هذا المشروع رفع «معدل الجاهزية التشغيلية» للأسطول الجوي العسكري، حيث تشير التقديرات إلى زيادة تصل إلى 20 في المئة، نتيجة تجاوز الإكراهات اللوجستية المعقدة والتكاليف المرتفعة المرتبطة بنقل الطائرات لمسافات طويلة عبر المحيط الأطلسي من أجل الصيانة الدورية.

ولا يقتصر نجاح المركز على البنية التحتية المتطورة التي يتوفر عليها، بل يستند أيضاً إلى اعتماده الصناعي من طرف شركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية، المصنعة للطائرات، وذلك في إطار شراكة استراتيجية مع شركة «سابينا للفضاء»، ما يضمن احترام أدق المعايير الدولية ويؤهل الأطر التقنية المغربية بشهادات مطابقة معترف بها عالمياً.

ويمتد الأثر الاستراتيجي لهذا التحول إلى تعزيز السيادة الوطنية في اتخاذ القرار الدفاعي، وترشيد النفقات العمومية عبر توطين الخبرات والكفاءات الوطنية، وتقليص فترات توقف الطائرات عن الخدمة، بما يوفر هامشاً عملياتياً أوسع للقوات الجوية الملكية في بيئة إقليمية تتسم بتحديات أمنية متزايدة.

وبهذا الإنجاز، تنتقل قاعدة بنسليمان من دورها التقليدي كمرفق للتخزين إلى مركز تقني متقدم، يؤسس لمرحلة جديدة من الاكتفاء الذاتي في مجال الصيانة الجوية، ويعزز تموقع المغرب كفاعل تقني دفاعي وازن على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ويُعد هذا المشروع محطة مفصلية في مسار بناء منظومة دفاع وطني متكاملة، قادرة على الاستجابة لمتطلبات الأمن والدفاع، ويعزز في الآن ذاته صورة المملكة كشريك استراتيجي موثوق لدى حلفائها.

المقال التالي