توقيف 8 أشخاص متورطين في بيع تذاكر الكان في السوق السوداء

انتقلت التحقيقات الأمنية من رصد الشاشات الرقمية إلى تنفيذ عمليات ميدانية دقيقة، أسفرت عن تفكيك شبكة متورطة في المضاربة غير المشروعة لتذاكر كأس الأمم الإفريقية، حيث جرى توقيف ثمانية أشخاص يُشتبه في كونهم أطرافاً رئيسية في هذه الأفعال.

وجاءت هذه العملية، الثلاثاء، تتويجاً لمسار تحقيقي انطلق من مراقبة إلكترونية مكثفة، بعدما رصدت مصالح اليقظة المعلوماتية التابعة للأمن الوطني عدداً من الإعلانات المشبوهة على منصات التواصل الاجتماعي، كانت تروّج لبيع تذاكر البطولة الإفريقية خارج القنوات الرسمية المعتمدة.

ودفعت هذه المعطيات فرق البحث إلى مباشرة تحريات تقنية معمقة، جرى خلالها تتبع الأثر الرقمي لتلك الإعلانات، ما أفضى إلى تشخيص الهويات الحقيقية لأشخاص كانوا يستعملون حسابات وهمية لإخفاء أنشطتهم، وهي الخطوة التي مهدت للتدخل الميداني.

وباشرت المصالح الأمنية عمليات استباقية متزامنة شملت عدداً من المدن المغربية، حيث أسفرت التدخلات عن توقيف المشتبه فيهم بكل من الرباط وتمارة وأكادير وسلا ومراكش والمحمدية، في مؤشر على الامتداد الجغرافي الواسع لهذا النشاط غير المشروع.

وتم وضع الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي، الذي يُجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تعميق التحقيق وكشف جميع خيوط الشبكة، بما في ذلك طرق اشتغالها، ومصادر التذاكر المتداولة، وحجم المتورطين المحتملين.

وتتواصل الأبحاث الأمنية بوتيرة متسارعة، بهدف تحديد باقي الأطراف المرتبطة بهذه الأفعال، واستكمال تفكيك مختلف الامتدادات المحتملة للشبكة، في ظل معطيات تفيد بأن القضية لا تزال مفتوحة على تطورات إضافية.

ويأتي هذا التدخل الأمني في سياق احتضان المملكة للحدث الكروي القاري، ليؤكد صرامة السلطات في مواجهة كل محاولات المساس بحسن التنظيم أو استغلال شغف الجماهير، وترسيخ شروط النزاهة والشفافية المحيطة بالمنافسة الإفريقية.