آخر الأخبار

الحكومة تصادق على دعم شهري بقيمة 500 درهم للأطفال اليتامى ونزلاء مراكز الرعاية

في خطوة تُعزز مظلة الحماية الاجتماعية وتُرسّخ ثقافة الرعاية المجتمعية، أقرت الحكومة آلية دعم مالي نوعية ومُوجّهة، تهدف إلى توفير شبكة أمان حقيقية لأكثر الفئات الاجتماعية احتياجاً وحساسية.

وقد صادق مجلس الحكومة، خلال اجتماعه الاستثنائي الذي انعقد اليوم الثلاثاء، على مشروع المرسوم رقم 2.25.1064 المتعلق بالإعانة الخاصة. ويأتي هذا الإجراء كحلقة أساسية في سلسلة تنفيذ النصوص التنظيمية الملحقة بنظام الدعم الاجتماعي المباشر، الذي يُمثّل أحد الركائز الحديثة لسياسة الحماية في البلاد.

ويرتكز المشروع على تفعيل مقتضيات قانون نظام الدعم الاجتماعي المباشر، مع منح أولوية واضحة لفئتي الأطفال اليتامى والأطفال المهملين النزلاء بمؤسسات الرعاية الاجتماعية. ويهدف هذا التوجه إلى معالجة خصوصية أوضاع هذه الفئة، وضمان تحقيق مبدأي الإنصاف والمساواة بينهم وبين أقرانهم من الأطفال المستفيدين من الإعانات الأخرى ضمن البرنامج الوطني.

ومن الناحية العملية، حدد المرسوم قيمة الإعانة الشهرية بخمسمائة درهم لكل طفل. ولضمان الشفافية والحماية القانونية، سَتُودع هذه المبالغ في حساب بنكي منفرد يُفتح باسم كل مستفيد على حدة لدى صندوق الإيداع والتدبير، وذلك بما يتوافق كلياً مع التشريعات الوطنية الجاري بها العمل والخاصة بحفظ وتدبير أموال القاصرين.

ويلتزم هذا النظام بضمان حق المستفيد الكامل عند بلوغه سن الرشد القانوني، حيث يُخوّل له سحب مجمل المبالغ المتراكمة في حسابه. ولضمان جدوى التوفير، نصّ المشروع صراحةً على ألا يقل المبلغ الإجمالي الذي يحصل عليه الشاب عند ذلك التاريخ عن عشرة آلاف درهم، مما يُضفي طابعاً ضمانياً على المبادرة.

ولكفالة الشفافية وحق المعرفة، ينص المرسوم على وجوب إشعار الطفل المستفيد أو نائبه الشرعي، عند مغادرة مؤسسة الرعاية الاجتماعية أو بلوغ سن الرشد، بجميع البيانات والمعلومات التفصيلية المتعلقة بالحساب المالي المفتوح باسمه، مما يُعزز ثقافة الشفافية المالية والمُساءلة.

وتُعدّ هذه الموافقة الحكومية ترجمة عملية للجهود الرامية إلى تكريس حماية اجتماعية شاملة ومستدامة. وهي تعكس إرادة سياسية في استكمال البناء القانوني للنظام، والانتقال من مرحلة الإعلان عن السياسات إلى مرحلة التنفيذ الملموس الذي يلامس حياة الأفراد، ويبني جسراً من الثقة بين الدولة والفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.

المقال التالي