تحليل «جون أفريك»: استثمار المغرب في الكرة يجني ثماراً كبيرة ويعزز مكانته الدولية

سلطت مجلة «جون أفريك» الضوء على التحول الاستراتيجي الذي يقوده المغرب، حيث بدأت المملكة في جني ثمار استثمارات ضخمة حوّلت كرة القدم إلى أداة فاعلة لتعزيز نفوذها الدولي. وجاء هذا التحليل ليلة انطلاق نسخة استثنائية من كأس الأمم الإفريقية على الأراضي المغربية.
وكان يوم الأحد محطة جديدة في رحلة طويلة بدأت فعلياً منذ المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات عام 2008، والتي مثّلت منعطفاً استراتيجياً. ومنذ ذلك الحين، سلك المغرب مساراً طموحاً حوّل كرة القدم من مجرد لعبة إلى رافعة للقوة الناعمة، ليجني اليوم ثمار ذلك بصعود منتخبه الوطني وإنجازاته المتتالية.
يشير التحليل إلى أن المغرب بنى مساره على استثمار هائل في الركيزة الأساسية المتمثلة في البنية التحتية والمواهب. فقد خُصصت استثمارات غير مسبوقة لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وتطوير الملاعب في مختلف المدن، وتحديث المرافق الرياضية. ولم تذهب هذه الجهود سدى، بل أثمرت سلسلة إنجازات بدأت بعودة «أسود الأطلس» إلى مونديال 2018، وتوّجت بالتأهل التاريخي إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، والفوز بالميدالية البرونزية الأولمبية في باريس 2024، والتتويج بلقب عالمي للشباب تحت 20 سنة.
وعلى المستوى القاري، يرى التحليل أن المسار المغربي أصبح «منقطع النظير»، حيث تحولت المملكة إلى قاطرة حقيقية لكرة القدم الإفريقية. وترجم هذا النجاح ثقة المجتمع الدولي التي تجلت في منح المغرب شرف الاستضافة المشتركة لكأس العالم 2030. وتُعد البطولة الإفريقية الحالية محطة تحضيرية رئيسية واختباراً تنظيمياً لهذا الحدث العالمي الضخم.
ويبدو أن الثقة في القدرة التنظيمية المغربية تتجاوز الحدود، حيث يشهد الحدث إقبالاً جماهيرياً كبيراً من مختلف أنحاء القارة والعالم. فقد بيع أكثر من 250 ألف تذكرة منذ نهاية أكتوبر في 74 دولة، بينما نفدت تذاكر مباريات المنتخب المغربي وجيرانه خلال ساعة إلى ساعتين فقط.
وتمتلك المملكة ركيزة أساسية أخرى لا تقل أهمية، وهي خبرة متراكمة في تأمين الفعاليات الكبرى سبق أن وضعتها رهن إشارة قطر خلال مونديال 2022. وتُوظف هذه الخبرة اليوم في خدمة نجاح البطولة الإفريقية، مما يعزز صورة المغرب كدولة قادرة على استضافة أضخم الأحداث بتنظيم واحترافية عالية.

تعليقات