آخر الأخبار

أزمة خانقة تعطل العمليات الجراحية بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير

يشهد المركب الجراحي بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، منذ أسابيع، وضعا متأزما بسبب التوقيف الاضطراري للعمليات الجراحية المبرمجة، ما انعكس سلبا على السير العادي للخدمات الصحية المقدمة للمرضى.

وحسب مصادر خاصة، تعاني مصلحة الإنعاش والتخدير من خصاص حاد في الموارد البشرية، بعد أن أضحت تضم طبيبا واحدا فقط، يتكلف بتأمين العمل بشكل متواصل ليلا ونهارا وعلى امتداد أيام الأسبوع منذ شهر أكتوبر الماضي، وذلك عقب توقيف طبيبين مختصين في الإنعاش والتخدير عن العمل، على خلفية تسجيل وفيات في صفوف نساء حوامل داخل المستشفى قبل أشهر.

وأفرز هذا الوضع توقفا شبه كلي للعمليات الجراحية المبرمجة، مع الاقتصار فقط على التدخلات الاستعجالية، نظرا لعدم قدرة طبيب الإنعاش الوحيد على تحمل الضغط الكبير الناتج عن تدبير العمليات الاستعجالية والمجدولة في الوقت نفسه. وقد وجد عدد من الأطباء الجراحين أنفسهم مضطرين إلى تأجيل عمليات مرضى إلى أجل غير محدد، في ظل استحالة الاستجابة للطلب المتزايد داخل المركب الجراحي.

وأفادت مصادر من داخل المستشفى بأن طبيب الإنعاش والتخدير الوحيد بات يعاني إرهاقا شديدا نتيجة الضغط المتواصل، حيث عبّر في مناسبات عدة عن حاجته إلى فترة راحة، غير أن إدارة المستشفى طالبت باستمراره في العمل إلى حين إيجاد حلول للخصاص المسجل. وتثير هذه الوضعية مخاوف من لجوء الطبيب إلى تقديم شهادة طبية للتوقف المؤقت عن العمل، خاصة بعد أشهر من العمل المتواصل دون انقطاع.

وزاد من تعقيد الأزمة رفض ممرضي التخدير والإنعاش الإشراف على العمليات الجراحية، معتبرين أن ذلك يخالف المقتضيات القانونية الجاري بها العمل، إذ تنص المادة السادسة من القانون 43.13 المتعلق بمزاولة مهن التمريض على أن هذه الفئة تشتغل تحت المسؤولية المباشرة لأطباء الإنعاش والتخدير، كما يؤكد قرار الوزير رقم 2150.18 الصادر سنة 2018، المحدد لقائمة الأعمال الخاصة بهيئة الممرضين وتقنيي الصحة، على هذا الإطار القانوني.

وأدى هذا الوضع إلى حالة من الارتباك داخل المستشفى الجهوي، حيث أصبحت معظم قاعات العمليات الجراحية الثماني شبه متوقفة عن العمل. ووفق التنظيم المعمول به داخل المؤسسات الاستشفائية، يتعين توفر طبيب إنعاش وتخدير داخل كل قاعة جراحة، باعتباره المسؤول الوحيد عن عملية التخدير والإنعاش، في حين يقتصر دور ممرضي التخدير والإنعاش على العمل تحت إشرافه المباشر، دون تحمل مسؤولية التخدير بشكل مستقل.

المقال التالي