قبل صافرة انطلاق “الكان”.. ارتباك صحي يثير القلق في أكادير وانزكان “فيديو”

يدخل المغرب غمار نهائيات كأس إفريقيا للأمم وسط جاهزية تنظيمية كبيرة، حيث تُجرى مساء غد الأحد أولى مباريات البطولة على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وتجمع بين المنتخب الوطني المغربي ونظيره منتخب جزر القمر، في افتتاح يعكس حجم الرهانات المعقودة على هذه التظاهرة القارية.
التحضيرات شملت عدة مجالات، من تأهيل الملاعب والبنيات التحتية، وتعزيز الجوانب الأمنية واللوجستية، إلى تعبئة مختلف المتدخلين لضمان تنظيم يرقى إلى مكانة المغرب قاريا ودوليا. غير أن هذا الاستعداد الشامل، بحسب فاعلين نقابيين، يظل منقوصاً على مستوى القطاع الصحي، الذي يفترض أن يشكل إحدى الركائز الأساسية لإنجاح أي تظاهرة جماهيرية بهذا الحجم.
في هذا السياق، كشف مصطفى كنون، الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة بجهة سوس ماسة، عن وجود ارتباك واضح داخل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في ما يخص التحضير الصحي لمواكبة كأس إفريقيا للأمم، خاصة بمدينة أكادير التي سيحتضن ملعبها الكبير عدداً من مباريات البطولة.
وأوضح كنون، خلال استضافته ببرنامج “من المسؤول” على موقع مغرب تايمز، أن شغيلة القطاع الصحي بمستشفيات أكادير وإنزكان لم تتوصل، إلى حدود الساعة، بأي تعليمات أو توجيهات رسمية تحدد طبيعة الإجراءات الميدانية التي يفترض اتخاذها خلال فترة المنافسات.
وأضاف المتحدث أن غياب الرؤية لا يقتصر على المؤسسات الاستشفائية، بل يشمل أيضاً جوانب أخرى مرتبطة بالصحة الوقائية، وعلى رأسها المراقبة الصحية للفنادق ومرافق الإيواء التي ستستقبل الوفود الرياضية والجماهير القادمة من داخل وخارج المغرب، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات لم تفعل رغم المراسلات التي تم توجيهها إلى المديرية الجهوية للصحة بجهة سوس ماسة دون تسجيل أي تفاعل يذكر.
وعزا كنون هذا الارتباك إلى الخصاص البنيوي في التدبير الإداري الجهوي، موضحاً أن جهة سوس ماسة تفتقر إلى مدير جهوي قار لوزارة الصحة، إذ يشغل المسؤول الحالي المنصب بالنيابة إلى جانب مهامه الأصلية كمدير جهوي بجهة الداخلة وادي الذهب، فضلاً عن تكليفه بمسؤوليات أخرى.
الوضع نفسه، يضيف المتحدث، ينطبق على مستوى التدبير الإقليمي، حيث يتقاسم إقليما أكادير وإنزكان مندوباً إقليمياً واحداً، ما ينعكس سلباً على سرعة اتخاذ القرار ونجاعة التدخل.
وأمام هذه المعطيات، تبرز جملة من التساؤلات المشروعة حول مدى جاهزية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لمواكبة حدث كروي قاري من حجم كأس إفريقيا للأمم. كيف يمكن الحديث عن تنظيم محكم دون خطة صحية واضحة المعالم؟ وأين هي الإجراءات الاستباقية لحماية الجماهير واللاعبين والأطر التقنية من أي طارئ صحي محتمل؟ وهل يعقل أن تترك جهة بحجم سوس ماسة، التي ستحتضن مباريات رسمية، دون مسؤولين صحيين قارين قادرين على اتخاذ القرار في الوقت المناسب؟
كما تفتح هذه الوضعية باب الانتقاد على مصراعيه في وجه الحكومة الحالية، برئاسة عزيز أخنوش، التي ما فتئت تؤكد على إصلاح المنظومة الصحية، في وقت تكشف فيه مثل هذه المناسبات الكبرى عن اختلالات تنظيمية وتدبيرية مقلقة. فهل ستتدارك وزارة الصحة هذا التأخر قبل انطلاق باقي مباريات البطولة؟ أم أن القطاع الصحي سيظل الحلقة الأضعف في مسلسل الاستعدادات لتظاهرة يُفترض أن تعكس صورة المغرب كبلد منظم وقادر على احتضان أكبر المواعيد القارية؟

تعليقات