نيران الانتقاد توجه نحو وزارة الصحة قبل الكان: قرارات ارتجالية وغياب للتغطية الصحية

في أجواء استثنائية تستعد فيها المملكة المغربية لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، التي تنطلق يوم 21 دجنبر الجاري، تبدو البلاد أمام موعد قاري كبير تراهن عليه لإبراز قدرتها التنظيمية وترسيخ مكانتها كوجهة رياضية عالمية.
وقد عبأت الدولة المغربية إمكانيات مالية ولوجستية وبشرية ضخمة لإنجاح هذا الحدث، من خلال توفير بنية تحتية حديثة، وملاعب بمعايير دولية، وشبكة نقل وخدمات متطورة، بما يعكس رؤية شاملة لجعل هذه النسخة الأفضل في تاريخ المنافسة القارية.
وينتظر أن تشكل هذه الدورة محطة فارقة في تاريخ كأس إفريقيا، ليس فقط على المستوى الرياضي، بل أيضا من حيث التنظيم والاستقبال والخدمات المصاحبة، خاصة في المدن المستضيفة وعلى رأسها أكادير، التي تعرف إقبالا سياحيا مهما وتضم مناطق حيوية ككورنيش المدينة وتغازوت، إلى جانب عدد كبير من الفنادق والمطاعم والوحدات السياحية.
غير أنه، ورغم هذه المجهودات الكبيرة التي تبذلها مختلف القطاعات والمؤسسات العمومية، برزت إلى السطح مؤاخذات تتعلق بدور وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في مواكبة هذا الحدث القاري، حيث اعتبر فاعلون نقابيون أن القطاع لم يظهر إلى حدود الساعة بالمستوى المطلوب لضمان تغطية صحية تليق بحجم التظاهرة.
وفي هذا السياق، وجه المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة بأكادير إداوتنان، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، مراسلة إلى المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عبر فيها عن أسفه لغياب أي تنسيق مسبق مع الخلية الإقليمية للصحة والبيئة، في إطار التحضير للتغطية الصحية الخاصة بكأس إفريقيا 2025.
وسجل المكتب النقابي، في مراسلته المؤرخة بتاريخ 18 دجنبر 2025، غياب اجتماعات قبلية للإعداد المحكم لهذه التظاهرة الرياضية القارية، خصوصا فيما يتعلق بتغطية المناطق السياحية بأكادير وتغازوت، ومراقبة فنادق الإيواء والمطاعم، إضافة إلى تسجيل ما وصفه بقرارات انفرادية اتخذت دون تنسيق مع الخلية الإقليمية المختصة.
وأمام هذه الاختلالات، دعا المكتب النقابي مندوب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى حث الجهات المعنية على تعزيز التنسيق مع الخلية الإقليمية للصحة والبيئة، وتوحيد الجهود بين مختلف المتدخلين، بما يضمن نجاح التغطية الصحية ويساهم في إنجاح هذه التظاهرة الرياضية القارية، التي تراهن عليها المملكة لتقديم صورة مشرفة تعكس مستوى تنظيمها وقدرتها على احتضان أكبر التظاهرات الدولية.

تعليقات