موجة البرد تكشف خطورة التدفئة التقليدية… 19 حالة تسمم بغاز قاتل بأزيلال

تسببت موجة البرد القارس والتساقطات الثلجية الكثيفة التي تشهدها عدد من مناطق المملكة، خاصة بالمجال الجبلي، في لجوء واسع للسكان إلى وسائل التدفئة التقليدية، غير أن هذه الوسائل تحولت في حالات متعددة إلى مصدر خطر حقيقي، بعدما كادت حالات تسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون أن تودي بحياة 19 شخصاً.
وخلال الأيام القليلة الماضية، عرف إقليم أزيلال ارتفاعاً ملحوظاً في عدد حالات التسمم، حيث استقبلت المراكز الصحية بكل من واولى وأنركي، ما بين يومي الجمعة والاثنين الماضيين، أربع حالات، إضافة إلى حالتين بالمستشفى الإقليمي بأزيلال. وأكدت مصادر صحية أن المستشفى ذاته سجل في المجموع 15 حالة تسمم، تعود لأشخاص ينحدرون من مناطق متفرقة، من بينها أزيلال المركز، تامدة نومرصيد، أيت ماجضن، أيت امحمد وأوزود.
وفي هذا السياق، أوضح عمر مجان، فاعل جمعوي بإقليم أزيلال، أن تزايد حالات التسمم يتزامن مع موجة البرد القاسية والتساقطات الثلجية، التي تدفع العديد من الأسر إلى استعمال الحطب ووسائل تدفئة تقليدية داخل فضاءات مغلقة، غالباً دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ما يؤدي إلى تسجيل حالات اختناق متكررة نتيجة نقص الأكسجين.
وأضاف المتحدث أن الإقليم سبق أن سجل حالات وفاة خلال السنة الماضية بسبب الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، داعياً الساكنة إلى التحلي باليقظة واستعمال وسائل تدفئة آمنة، تفادياً لتكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.
ومن جانبها، جددت مندوبية الصحة والحماية الاجتماعية دعوتها للمواطنين إلى الالتزام بإرشادات السلامة عند استعمال أجهزة التدفئة، مع التشديد على أهمية صيانتها بشكل منتظم، وضمان تهوية المنازل، وتفادي النوم أثناء تشغيلها. كما أوصت بالتوجه الفوري إلى أقرب مؤسسة صحية أو الاتصال بالمركز المغربي لمحاربة التسمم، فور ظهور أي أعراض يُشتبه في ارتباطها بالتسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون.

تعليقات