«الماك» ترفع لواء تقرير المصير في وجه الجزائر وتعلن استقلال القبائل اليوم

تتجه الأنظار نحو منطقة القبائل بالجزائر، حيث تعلن «الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل»، المعروفة اختصاراً بـ«الماك»، استقلالية المنطقة اليوم الأحد. وتأتي هذه الخطوة بوصفها محطة مفصلية في مسار نضالي تصفه الحركة بالطويل، مستندة فيه إلى مرجعية تاريخية تعتبر أن العلاقة مع السلطة المركزية ظلت متوترة على امتداد قرون.
وتستحضر الحركة في خطابها مراحل من الاستقلال الذاتي القديم، قبل أن تنتقل إلى فترات الصراع مع القوى الحاكمة المتعاقبة منذ القرن الرابع عشر. كما تربط مسارها النضالي الحديث بمحطات مفصلية، من «الأزمة البربرية» سنة 1949، إلى «ربيع الأمازيغ» سنة 1980، وصولاً إلى «الربيع الأسود» سنة 2001، عقب مقتل الطالب ماسينيسا قرماح.
في المقابل، واجهت السلطات الجزائرية هذه الدعوات بتصنيف الحركة تنظيماً إرهابياً، في حين تشدد «الماك» على سلمية نهجها السياسي. وضمن إجراءات استباقية للتحرك المرتقب، فرضت السلطات في مدن، من بينها تيزي وزو وبجاية، رفع العلم الوطني على واجهات المحلات، في خطوة ترمي إلى التأكيد على السيادة ووحدة الدولة.
ورغم إدراج تنازلات دستورية، من قبيل الاعتراف بالأمازيغية لغة رسمية سنة 2020، ترى فئات من سكان القبائل أن مظاهر التهميش الثقافي والاقتصادي ما تزال قائمة. وفي هذا السياق، تمكنت الحركة، انطلاقاً من مقرها في المنفى بباريس، من تدويل القضية عبر تقديم مذكرة إلى الأمم المتحدة سنة 2017.
ويُنظر إلى إعلان اليوم باعتباره خطوة رمزية في ظل الانتشار الأمني المكثف بالمنطقة، غير أنه يعكس في الوقت ذاته استمرار تحدي الوحدة الترابية الذي تواجهه الجزائر. كما يفتح النقاش حول قدرة هذا الإعلان على إحداث أثر فعلي على الأرض، أو بقائه ضمن حدود الترافع السياسي والقانوني في المحافل الدولية.

تعليقات