آخر الأخبار

في ظل العاصفة.. شبان يجازفون بالسباحة للوصول إلى سبتة

أنهت عناصر الحرس المدني الإسباني تدخلاً أمنياً طارئاً بالمنطقة الحدودية المعروفة بـ«الريسينتو»، القريبة من سبتة، عقب تسليم شاب نفسه طواعية لعناصر الأمن، وفق ما أفادت به مصادر «مغرب تايمز»، وذلك بعد محاولة فاشلة للوصول إلى الشاطئ سباحةً في ظروف جوية صعبة.

وخلال دوريات المراقبة الروتينية، رصدت العناصر الأمنية الشاب وهو يحاول اجتياز البحر، مكافحاً الأمواج والتيارات القوية في محاولة محفوفة بالمخاطر لبلوغ اليابسة، قبل أن يحاول التملص عند اقتراب قارب الإنقاذ التابع للحرس المدني عبر التسلق السريع لمنحدرات صخرية وعرة بالمنطقة.

ووضع هذا التصرف حياة الشاب على المحك، إذ تعثر أكثر من مرة وكاد يسقط من ارتفاعات خطيرة.
السبت، زادت الأحوال الجوية العاصفة والطبيعة الوعرة للمكان من تعقيد الوضع، ما صعّب مهمة عناصر الإنقاذ ورفع منسوب الخطر المحيط بالعملية.

وبعد تطويق الموقع، تمكن عناصر الحرس المدني من تأمين المنطقة بشكل كامل، قبل الشروع في عملية إنزال دقيقة وآمنة للشاب من النقطة التي علق بها، وهي العملية التي تطلبت تنسيقاً محكماً واستعمال معدات متخصصة لضمان سلامته.

وعقب إنزاله، خضع الشاب مباشرة للإجراءات القانونية المعمول بها، حيث جرى التحقق من هويته وتسجيل معطياته، قبل أن تباشر السلطات الإسبانية المسطرة القانونية للإرجاع الفوري نحو التراب المغربي.

وتُعد منطقة «الريسينتو»، بحكم موقعها الجغرافي وطبيعتها الساحلية، من بين النقاط الأكثر نشاطاً لمحاولات العبور غير النظامي، إذ يلجأ بعض الأفراد إلى قطع مسافات بحرية قصيرة نسبياً سباحةً، اعتقاداً منهم بأن ذلك قد يتيح لهم الوصول إلى سبتة.

غير أن هذا الأسلوب ينطوي على مخاطر جسيمة، لا تقتصر على قوة التيارات البحرية وتقلبات الطقس، بل تشمل أيضاً مخاطر صحية وجسدية، من قبيل الإرهاق الشديد، وانخفاض حرارة الجسم، أو الارتطام بالصخور، وهي عوامل سبق أن تسببت في حوادث مأساوية بالمنطقة.

وتسلط هذه الواقعة الضوء مجدداً على التحديات الإنسانية والأمنية المرتبطة بمحاولات الهجرة غير النظامية عبر السباحة نحو سبتة، في سياق يفرض يقظة دائمة وتنسيقاً مستمراً للتعامل مع هذه الظاهرة.

المقال التالي