آخر الأخبار

إندونيسيا.. حصيلة مروعة: «1100 قتيل» جراء فيضانات وانهيارات

ارتفعت حصيلة الكارثة الطبيعية في إندونيسيا إلى مستوى مأساوي جديد، بعدما أعلنت السلطات، اليوم، تجاوز عدد الضحايا حاجز ألف ومئة قتيل، في وقت لا تزال فيه عمليات البحث متواصلة عن مئات المفقودين تحت الطين والركام.

وضربت الفيضانات العارمة والانهيارات الأرضية العنيفة، قبل أسبوعين، عدداً من المقاطعات الإندونيسية، أبرزها «شمال سومطرة» و«غرب سومطرة» و«آتشي»، مخلفة إصابات في صفوف آلاف الأشخاص، إلى جانب نزوح ما يقرب من مليون ونصف المليون نسمة، جرى إيواؤهم في مراكز مؤقتة.

وتزامنت هذه الكارثة مع ذروة «موسم الرياح الموسمية» في جنوب شرق آسيا، وهو موسم أساسي للنشاط الزراعي، لكنه يحمل في طياته مخاطر متكررة تتعلق بالفيضانات والانهيارات الأرضية كل عام.

ويشدد خبراء الأرصاد والمناخ على أن ظاهرة «التغير المناخي العالمي» تضاعف من حدة هذه الكوارث، إذ تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة معدلات تبخر المياه، فيما يحتفظ الغلاف الجوي الدافئ بكميات أكبر من الرطوبة تتحول إلى أمطار غزيرة وغير اعتيادية، كما تسهم حرارة المحيطات في تعزيز قوة العواصف.

وفي إندونيسيا تحديداً، يضاف إلى العامل المناخي بُعد بيئي ناتج عن التدخل البشري، حيث تشير تقارير محلية إلى أن الاستغلال الجائر للغابات «وإزالتها» في جزيرة سومطرة أسهما بشكل كبير في تفاقم مخاطر الانهيارات الأرضية، نتيجة تراجع الطبقات الطبيعية التي كانت تمتص مياه الأمطار.

وتواجه فرق الإنقاذ والطوارئ تحديات ميدانية كبيرة في الوصول إلى المناطق المعزولة، في ظل ظروف جوية قاسية وطرقات مقطوعة، ما يثير مخاوف من احتمال ارتفاع الحصيلة البشرية خلال الأيام المقبلة.

وتعيد هذه المأساة تسليط الضوء على هشاشة المجتمعات أمام التقلبات المناخية الحادة، وتداعيات الإخلال بالتوازن البيئي، في مشهد يدفع فيه الإنسان ثمناً باهظاً لتداخل أخطاء الماضي مع تحديات الحاضر المناخي.

المقال التالي