سيارات المصلحة بوزارة التربية… أسطول قديم يعرض الأطر للمخاطر

في كل مرة يظهر الحديث عن إصلاحات محتملة في منظومة التعليم بالمغرب، تبين الوقائع الميدانية أن هشاشة أسطول سيارات المصلحة لا تزال تمثل أحد أبرز أعطاب القطاع.
أصوات نقابية كشفت أن السيارات القديمة والمتهالكة لا تضمن سلامة الأطر التربوية أثناء التنقل بين الوحدات المدرسية، خصوصا على الطرق الجبلية والوعرة، مما يجعل أداء المهام المهنية محفوفا بالمخاطر ويعرض العاملين لمواقف مأساوية قد تكون قاتلة.
الحادثة الأخيرة التي أودت بحياة مفتشتين تربويتين بعد انفجار إطار سيارة متهالكة أثناء عودتهما من مهمة بيداغوجية أكدت حجم الخلل البنيوي في تدبير أسطول سيارات المصلحة؛ السيارة التي تقل الضحيتين كانت في حالة اهتراء واضحة، ولم تخضع للصيانة الدورية اللازمة، مما حول رحلة عادية إلى مأساة أليمة أثارت صدمة كبيرة بين الأطر التربوية وجعلت سلامتهم محور نقاش واسع في الوسط التعليمي.
النقابات والهيآت المهنية لم تتأخر في التعبير عن غضبها، معتبرة الحادث نتيجة طبيعية لعقود من الإهمال، حيث يعتمد القطاع على سيارات قديمة غير صالحة للاستخدام الميداني، فيما تخصص السيارات الأكثر أمانا وكفاءة لكبار المسؤولين والمراكز الإدارية. وطالبت هذه الهيآت بفتح تحقيق شامل لتحديد المسؤوليات، ومراجعة سياسة توزيع وتجديد الأسطول، وتعزيز مساطر الصيانة والمراقبة التقنية لضمان التنقل الآمن لجميع الأطر التربوية.
الوزارة فتحت تحقيقا إداريا لتحديد الأسباب المباشرة وغير المباشرة للحادث، مع متابعة الحالة الميكانيكية للسيارة ومساطر صيانتها، وتقديم الدعم لعائلات الضحيتين. وأكدت المسؤوليات التربوية على ضرورة وضع معايير دقيقة للسلامة، تعزيز الرقابة على وسائل النقل، وربط المسؤولية بالمحاسبة، بما يضمن حماية العاملين ومنع تكرار مثل هذه الفواجع؛ كما برزت الحاجة الملحة لاستخدام الاعتمادات المخصصة للأسطول بفعالية، وتحقيق العدالة في توزيع السيارات بين جميع الموظفين، لضمان تنقل آمن وكرامة مهنية للأطر التربوية أثناء أداء مهامهم.

تعليقات