آخر الأخبار

القفطان المغربي يفرض هويته عالمياً… وفشل المحاولات الجزائرية يفضح المناورات

عبد الله مشنون
كاتب صحفي

في خطوة اعتبرها كثيرون انتصاراً للهوية والتراث المغربي، تأكد رسمياً أن القفطان، الرمز التاريخي للمغرب، سينضم إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي باسم المملكة المغربية، بعد استعراض دقيق لمسار ملفه داخل لجنة اليونسكو.

التفاصيل تكشف أن المحاولات الجزائرية لتقديم تعديل أو إضافة تدّعي السبق في تسجيل القفطان لم تثمر، إذ اصطدمت بالإجراءات الرسمية الصارمة واحترام الجدول الزمني للجنة، مما وضع المغرب في موقع الريادة وفرض الاعتراف الدولي بهوية هذا التراث.

هذا الإنجاز يعكس مدى دقة الإعداد المغربي، الذي استند إلى مستندات تاريخية ووثائق رسمية تثبت استمرارية إنتاج القفطان في المغرب منذ قرون، وما يرافقه من رمزية اجتماعية وسياسية. فالقفطان لم يكن مجرد لباس، بل أداة تواصل ثقافي تعكس البنية الاجتماعية والرمزية داخل المجتمع المغربي، من القصور الملكية إلى المدن الكبرى التي تطورت فيها الحرف المحلية بشكل فريد.

وفي المقابل، كشفت الجولة الأخيرة عن محدودية الرهان الجزائري، الذي حاول الاستفادة من المناورات الإجرائية لتسجيل القفطان باسمها أو فرض نقاش مشترك، لكنه اصطدم بالالتزام الصارم بالقواعد. المحاولة باءت بالفشل، وخرجت الجزائر عاجزة عن تحقيق أي مكسب سياسي أو رمزي، واضطرت إلى الالتزام بالجدول الطبيعي لمناقشة الملفات.

ويؤكد هذا الحدث أن التراث المغربي ليس مجرد رمز ثقافي، بل وثيقة تاريخية متكاملة، قائمة على تراكم طويل من الحرف، والمهارات المحلية، والتقاليد المجتمعية التي رسّخت القفطان كعلامة للهوية المغربية. وهو ما يجعل أي محاولة لاقتطاعه أو نسبه لدولة أخرى غير مجدية علمياً أو ثقافياً، ويؤكد صدقية الملف المغربي أمام المجتمع الدولي.

بهذا النجاح، لا يكرس المغرب فقط حضوره في سجل التراث العالمي، بل يثبت أيضاً أن التخطيط الدقيق والالتزام بالقوانين والمعايير الدولية يمكن أن يحمي التراث الوطني من المناورات السياسية، ويحول أي محاولة لخلق انطباع زائف إلى فرصة لتأكيد الهوية والتاريخ.

القفطان المغربي اليوم ليس مجرد لباس يُرتدى، بل رمز عالمي لهوية دولة وشعب، ويؤكد للعالم أن الثقافة المغربية تتجاوز حدود الزمن والمكان، وأن أي محاولة للاختزال أو التلاعب بهذه الرمزية لن تغيّر من حقيقة الانتماء التاريخي لهذا التراث.

المقال التالي