أكادير.. تأخر الوزير برادة عن حدث رسمي يثير الغضب ويكشف أزمة احترام الوقت

أثار تأخر وزير التربية الوطنية سعد برادة عن موعد إطلاق أشغال بناء إحدى الثانويات بمنطقة تدارت بأكادير، صباح الأربعاء، موجة استياء واسعة في صفوف الحاضرين، خصوصاً الصحافيين الذين انتظروا ما يقارب ساعة ونصف بعد التوقيت المعلن، دون تقديم أي تفسير رسمي يبرر هذا التأخير غير المفهوم.
وكان الموعد المعلن لبدء النشاط الرسمي هو الساعة الثانية عشرة والنصف، غير أن الوفد الوزاري تأخر بشكل لافت، في مشهد بات يتكرر في عدد من الأنشطة الرسمية، ويعكس إشكالا حقيقيا في التعاطي مع الزمن العمومي واحترام التزامات المسؤولين تجاه الرأي العام.
الصحافيون والمواطنون الذين حضروا لتغطية الحدث وجدوا أنفسهم أمام انتظار طويل في ظروف غير مريحة، وهو ما اعتبره بعضهم استخفافا بعملهم وبمهنيتهم، خاصة وأن الوزارة نفسها تشترط في كثير من الأنشطة احتراما صارما للمواعيد، بينما لا ينعكس هذا الالتزام في تصرفات كبار مسؤوليها.
تأخر الوزير برادة لا يمس فقط مبدأ الانضباط، بل يطرح أيضا سؤالا أعمق حول صورة المؤسسات أمام المواطنين، ومدى إدراك المسؤولين لأهمية أن يكونوا قدوة في السلوك العام، خصوصا حين يتعلق الأمر بقطاع حساس مثل التربية الوطنية الذي يقوم أساسا على قيم النظام والانضباط واحترام الوقت.
وفي وقت يرفع القطاع شعار الجودة والإصلاح وربط المسؤولية بالمحاسبة، فإن احترام المواعيد ليس تفاصيل صغيرة كما يعتقد، بل هو ركن أساسي من أركان الحكامة الجيدة، ورسالة رمزية تعكس مستوى احترام المسؤول لمهامه وللمواطنين وللصحافة، التي تعد شريكا أساسيا في مواكبة السياسات العمومية.

تعليقات