مجلس أخنوش يستعد لصنع أكبر طبق “تاكلا”… ماذا عن الصحة والاختلالات بجماعة أكادير ؟

كشف موقع القناة الثانية بأن جماعة أكادير تستعد لصنع أكبر طبق “تاكلا” (عصيدة) في العالم، ضمن فعاليات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2976، الذي يصادف الـ14 يناير من كل سنة.
وتأتي هذه الخطوة، في وقت تعيش فيه المدينة على وقع اختلالات متراكمة تمس الحياة اليومية للسكان وتؤكد هشاشة الحكامة المحلية. فبينما ينشغل المجلس الجماعي، الذي يرأسه عزيز أخنوش، بخلق فرجة ظرفية عبر مشروع احتفالي مثير للجدل، تتواصل معاناة فئات واسعة من سكان المدينة مع قضايا أكثر استعجالا تستدعي حلولاً فعلية بدل المبادرات الاستعراضية.
ففي شوارع أكادير، يتزايد حضور الأطفال المشردين الذين يبيتون في العراء ويطلبون المساعدة عند إشارات المرور والمقاهي، في غياب تدخل اجتماعي واضح يقيهم المخاطر ويعيد إدماجهم. هذه الظاهرة التي تتفاقم سنة بعد أخرى باتت تشوه صورة المدينة وتمس كرامة أطفال يفترض أن يكونوا في المدارس، وليس عرضة للتهميش.
وفي الوقت نفسه، يشكو السكان من انتشار الكلاب الضالة في عدد من الأحياء، ما يثير الخوف لدى الأسر ويعرض المارة والسياح لمخاطر يومية، رغم الوعود السابقة التي قدمها المجلس لمعالجة هذا الملف.
أما على مستوى الصحة، فلا يزال مستشفى الحسن الثاني يعيش على وقع اختلالات عميقة تشمل الاكتظاظ ونقص الموارد البشرية وضعف الخدمات الأساسية؛ كما لم تنجح وعود المجلس ومنتخبيه في الحد من الفجوة الكبيرة التي يعرفها القطاع، وهو ما يكشفه أيضاً الوضع المتعثر للمستشفى الجامعي الذي كان يفترض أن يشكل نقلة نوعية للمنظومة الصحية بالإقليم، فإذا به يواجه بدوره أعطابا بنيوية تعطل أداءه وترهق المرضى وأسرهم.
القطاع السياحي بدوره لا يخرج عن هذه الصورة، إذ لم تتمكن الجماعة من الدفع بعجلة تطويره رغم الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها أكادير؛ فلا رؤية موحدة للنهوض بالمنتوج السياحي، ولا تحسن يذكر في مستوى التأطير والتنظيم، ولا استراتيجية واضحة لمعالجة الاختلالات التي يعاني منها هذا القطاع الحيوي.
ورغم كل هذه التحديات، يختار المجلس الجماعي لأكادير أن يضع جزءاً كبيراً من جهده في إعداد طبق احتفالي ضخم، بدل التركيز على المشاريع الأساسية التي ينتظرها المواطنون؛ ورغم رمزية “تاكلا” وارتباطها بالثقافة الأمازيغية، فإن استعمالها بهذه الطريقة يطرح أسئلة مشروعة حول أولويات التسيير ومدى انسجامها مع حاجيات المدينة.
إن أكادير اليوم بحاجة إلى قرارات جريئة تعالج مشاكلها العميقة قبل الاحتفاليات الضخمة؛ فالساكنة تريد مستشفيات تقدم خدمات لائقة، وشوارع آمنة، وقطاعا سياحياً منظما، وفضاءات تحفظ كرامة الأطفال بدلا من مبادرات إعلامية لا يتجاوز تأثيرها أياماً معدودة.

تعليقات