السياح يشتكون.. تقرير دولي يكشف صورة مقلقة عن انتشار «خداع الطاكسيات» في المغرب

كشف تقرير دولي عن تصنيف المغرب ضمن الدول التي تسجل معدلات مرتفعة من الشكاوى المرتبطة بممارسات سائقي سيارات الأجرة، وذلك استناداً إلى تحليل موسع لآلاف التجارب التي يتقاسمها السياح عبر منصات التواصل الرقمي. ويعكس هذا التصنيف تحدياً يطال جودة تجربة الزوار في المملكة.
وجاءت هذه النتائج عقب عملية رصد منهجية أجرتها شركة «أول كلير» المتخصصة في التأمين السياحي، حيث قامت بتحليل أكثر من 450 منشوراً، إضافة إلى 30 ألف تعليق على منصة «ريديت»، ما أتاح الوصول إلى عينة واسعة تعكس آراء المسافرين الدوليين.
وأظهر التقرير احتلال المغرب المركز الثامن عالمياً في مؤشر الشكاوى السياحية المتعلقة بسائقي سيارات الأجرة، مستنداً إلى حجم كبير من التجارب السلبية التي تم توثيقها على المنصة ذاتها.
وسجل التقرير وجود ما مجموعه 1,329 تعليقاً منفصلاً، تضمن وصفاً لتجارب مزعجة واجهها السياح أثناء استخدام خدمات سيارات الأجرة في مدن مغربية متعددة، ما يؤكد انتشار هذه الظاهرة على نطاق واسع.
وأشار التقرير إلى أن أكثر النقاط حساسية تتمركز في محيط المطارات الدولية، خاصة في الدار البيضاء ومراكش، إضافة إلى الأحياء والأسواق السياحية الشهيرة، حيث يستغل بعض السائقين عدم إلمام الزوار لأول مرة بالأسعار المحلية أو بالمسارات المناسبة داخل المدن.
وتصدرت حيلة الامتناع عن تشغيل عداد المسافة أو التأخر في تشغيله قائمة الممارسات الأكثر تكراراً، وهو ما يؤدي في نهاية الرحلة إلى خلافات حول السعر، ومطالبة السائح بمبالغ مرتفعة مقارنة بالمسافة المقطوعة، خصوصاً في التنقلات القصيرة داخل المدن الكبرى.
كما رصد التقرير ممارسات أخرى، من بينها التلاعب بحقائب المسافرين للضغط عليهم، وادعاء تعطل أجهزة الأداء الإلكتروني لإجبارهم على الدفع نقداً بمبالغ مضاعفة، فضلاً عن سلوك طرق أطول من اللازم بهدف زيادة قيمة الأجرة الظاهرة على العداد.
ويوصي التقرير باتخاذ مجموعة من الاحتياطات، من بينها الاتفاق المسبق والواضح على الأجرة قبل الانطلاق، والتأكد من تشغيل العداد فور بدء الرحلة، والاعتماد على تطبيقات الخرائط الذكية لتتبع المسار، إضافة إلى استعمال محطات سيارات الأجرة الرسمية في المطارات وتجنب التعامل العشوائي.
ويشدد التقرير على أن الوعي بهذه الممارسات، إلى جانب الإبلاغ السريع والدقيق عنها لدى السلطات المحلية أو الهيئات المختصة بتنظيم النقل، يشكل خطوة أساسية لتحسين تجربة التنقل للسياح وتعزيز صورة الوجهة السياحية المغربية.

تعليقات