آخر الأخبار

جمعيات طرفاية تنتفض.. وفاة رضيعة تُفجِّر غضباً واسعاً حول الوضع الصحي بالمدينة

تصاعد الغضب في إقليم طرفاية اليوم بعدما أعلنت جمعيات مدنية وفاة رضيعة حديثة الولادة داخل المستشفى الإقليمي، في حادثة وصفتها بأنها «فاجعة تعكس وضعاً صحياً متردياً». وجاءت الواقعة لتزيد الاحتقان، خاصة أن المستشفى الجديد افتُتح قبل أسابيع قليلة فقط.

وأصدرت الجمعيات بياناً موحداً حملت فيه مسؤولية الحادث لإدارة المستشفى، ووصفت ما وقع بـ«تقصير خطير». ورأت أن الحادث ليس معزولاً، بل ينتمي إلى واقع صحي يعانيه الإقليم منذ سنوات، في ظل «غياب خدمات أساسية وتجهيزات ضرورية». وأشار البيان إلى استمرار تحويل الحالات الحرجة إلى مدينة العيون بسبب هذا النقص.

وطالبت الجمعيات بـ«فتح تحقيق عاجل وشفاف، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره»، داعية إلى تعزيز الموارد البشرية والتجهيزات في مستشفى طرفاية، مع ضرورة مراجعة طريقة تدبير المرفق الصحي بالكامل.

وتكشف المعطيات الرسمية مفارقة صارخة؛ فالمستشفى الجديد الذي وُصف عند افتتاحه بأنه «مرفق حديث لتعزيز الرعاية الصحية»، والذي شُيِّد على مساحة 8 هكتارات بكلفة 60 مليون درهم وبطاقة استيعابية تصل إلى 70 سريراً، يعجز اليوم عن تقديم أبسط الخدمات التي أُنشئ من أجلها.

ويبقى «غياب الأطر الطبية المتخصصة»، لا سيما في مصلحة التوليد، العقبة الرئيسية التي تعطل عمل هذا الصرح الحديث، وتحول دون استجابته للاحتياجات العاجلة للسكان، في صورة تعكس بوضوح الفجوة بين البنية التحتية البرَّاقة والخدمة الفعلية على أرض الواقع.

تواجه السلطات الصحية اليوم مسؤولية جسيمة أمام مطالب سكانية متزايدة باتخاذ إجراءات سريعة وملموسة لسد أوجه القصور، ومنع تكرار مثل هذه الفواجع، وضمان تحوُّل المستشفى إلى مركز رعاية حقيقي يحفظ كرامة المواطنين وحقهم في العلاج.

المقال التالي