اختلالات خطيرة توقف الدراسة بـENSA أكادير.. والطلبة يطالبون بتنفيذ حكم قضائي

يعيش طلبة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية على وقع احتقان غير مسبوق، بسبب ما وصفوه بغياب شروط التكوين السليم وتفاقم الاختلالات البيداغوجية والتنظيمية داخل المؤسسة. وضعٌ صعب دفع الطلبة إلى إعلان مقاطعة شاملة للدروس بجميع المستويات، ابتداءً من الجمعة 05 دجنبر 2025، بعد تصويت جماعي خلال جمع عام انعقد يوم الخميس وأسفر عن تأييد 757 طالباً لقرار المقاطعة مقابل 36 صوتاً فقط معارضاً.
وحسب ما أكدته جمعية الطلبة، فإن أغلب المسالك الدراسية تعيش حالة ارتباك كبيرة بسبب نقص القاعات الدراسية، وغياب المواد البيداغوجية والتجهيزات الأساسية، إلى جانب غياب عدد من الأساتذة دون تعويض الساعات المهدورة، وهو ما أدى إلى اضطراب المسار الدراسي وتراكم الدروس والمضامين غير المستوفاة.
وتشير المصادر الطلابية إلى أن الطلبة والأطر البيداغوجية يجدون أنفسهم يومياً مضطرين للبحث عن قاعات فارغة لإتمام الحصص، في مشهد يعكس حجم الفوضى التي يعيشها الموسم الجامعي. كما عبر الطلبة عن استيائهم من غياب دفاتر تحملات واضحة لبعض المسالك، ما خلق ضبابية كبيرة حول مضامين التكوين ومخرجاته.
الأزمة بلغت ذروتها بالنسبة لطلبة السنة الثانية من السلك التحضيري، الذين لا يزال 124 منهم في وضعية معلقة، رغم صدور حكم قضائي نهائي يلغي نتائج الامتحانات النهائية ويأمر بإعادة المداولات وفق الضوابط القانونية والبيداغوجية، غير أن الحكم لم يتم تنفيذه إلى حدود اليوم، مما زاد من حالة الغموض والقلق في صفوف المعنيين.
كما انتقد الطلبة برمجة الامتحانات خلال أسبوع واحد، معتبرين ذلك إجراءً غير منطقي ولا يراعي قدرتهم على الاستيعاب والتحضير.
جمعية الطلبة أكدت أن الإضراب الحالي ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة للدفاع عن حق الطلبة في تكوين ذي جودة، مشيدة بروح الانضباط والتضامن التي طبعت تحركاتهم خلال الفترة الأخيرة. وأعادت الجمعية التأكيد على مطالبها الأساسية، والمتمثلة في:
– التنفيذ الفوري للحكم القضائي المتعلق بطلبة السلك التحضيري.
– توفير القاعات الدراسية والتجهيزات والمختبرات بشكل عاجل.
– ضبط غياب الأساتذة وتعويض الساعات الضائعة إلزامياً.
– نشر دفتر تحملات واضح وشفاف يضمن استيفاء جميع الوحدات في كل مسلك.
– إعادة جدولة الامتحانات بما يضمن تكافؤ الفرص ويأخذ بعين الاعتبار الطاقة الاستيعابية للطلبة.
– تحسين التواصل الإداري واعتماد الشفافية في اتخاذ القرارات.
وشددت الجمعية على أن القرار الصادر عن الجمع العام ملزم للجميع، معتبرة أي محاولة للالتفاف عليه مسا بوحدة الطلبة وبشرعية قرارهم. كما جدّدت دعوتها لفتح حوار مسؤول وجاد بين الطلبة ومختلف المتدخلين داخل المؤسسة وخارجها، بغية تجاوز الأزمة وإيجاد حلول عملية وعاجلة تعيد للطلبة حقهم في تكوين مستقر ومتكامل.
وأكدت أن الهدف ليس تعطيل الدراسة، بل إصلاح الوضع القائم وضمان مقومات تعليم هندسي يحترم المعايير الأكاديمية ويصون مستقبل الطلبة.

تعليقات