السجن لأم أدينت بقتل ابنها في طنجة بعد محاولتها إخفاء الجثة وادعاء البحث عنه

لم يتوقع أحد من سكان حي مغوغة بطنجة أن تتحول خلافات بسيطة داخل أسرة هادئة إلى مأساة تهز المدينة، بعد اختفاء طفل يبلغ 11 عاما قبل أن تكشف التحقيقات أن والدته كانت وراء وفاته ومحاولة إخفاء جثته.
بدأت القصة خلال يوم رمضاني عادي حين أخبرت الأم زوجها بأن ابنهما “إبراهيم” ذهب لزيارة أحد الأقارب لتناول الإفطار. ومع تأخر عودته وتأكيد الأقارب أنه لم يزرهم، اشتد القلق وتقدّم الأب ببلاغ لدى الشرطة، فيما انتشرت صور الطفل على مواقع التواصل بحثا عنه.
التحقيقات أخذت مسارا مختلفا بعد مراجعة كاميرات الإقامة، التي أظهرت دخول الطفل إلى العمارة دون خروجه، وظهور الأم لاحقاً تحمل كيساً كبيراً إلى سيارتها. هذه المعطيات دفعت الأمن إلى استدعائها، لتنهار لاحقاً معترفة بأن مشادة بينها وبين ابنها دفعتها إلى دفعه بقوة داخل حوض الاستحمام، ما تسبب في وفاته. ثم حاولت التخلص من الجثة ليلاً بنقلها إلى منطقة نائية ودفنها بطريقة بدائية.
أمام المحكمة، أكدت الأم أنها لم تكن تقصد إيذاء ابنها وأن غضباً لحظياً أفقدها السيطرة، بينما طلب زوجها التخفيف عنها متأثراً بما حدث. الدفاع تحدث عن اضطراب نفسي كانت تعانيه، في حين اعتمدت النيابة العامة على معطيات الملف دون طلبات محددة.
بعد المداولة، أصدرت المحكمة حكماً بخمس سنوات سجناً نافذاً، معتبرة أن غياب نية القتل لا يعفي المتهمة من مسؤولية محاولتها إخفاء الجريمة.
هكذا أسدل الستار على واحدة من أكثر القضايا الأسرية إيلاماً في طنجة، بعدما كشفت التحقيقات كيف يمكن للحظة غضب أن تتحول إلى كارثة لا يمكن إصلاحها.

تعليقات