«هيومن رايتس ووتش» تحذر: مونديال 2026 قد يتحول إلى ساحة لملاحقة المهاجرين

تحذّر منظمة «هيومن رايتس ووتش» من أن مونديال 2026 قد يتحول إلى ساحة لملاحقة المهاجرين، في ظل تصاعد الإجراءات الأمنية المرتبطة بالهجرة داخل الولايات المتحدة. وجاء هذا التحذير في تقرير اليوم سلّط الضوء على واقعة اعتقال وترحيل طالب لجوء كان يحضر نهائي كأس العالم للأندية رفقة طفليه.

وترى المنظمة أن هذه الحادثة تمثل مؤشراً خطيراً على ما قد ينتظر الجماهير الأجنبية خلال بطولة 2026. وكانت «هيومن رايتس ووتش» قد راسلت الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» مطالبة بتحرك عاجل يضمن انسجام التدابير الأمنية مع قيم الاندماج التي يروّج لها الحدث الرياضي الأكبر في العالم.

وأفاد «فيفا» بأنه يتوقع من الدول المضيفة تسهيل ولوج جميع المؤهلين، غير أن الواقعة الأخيرة، وفق التقرير، تُضعف الثقة في هذه الالتزامات. كما تعارض المنظمة الرواية الرسمية التي تبرر حملات التوقيف بملاحقة المجرمين، مؤكدة أن عدداً كبيراً من المعتقلين لا يملكون أي سوابق جنائية.

وفي المقابل، حاول رئيس «فيفا»، جياني إنفانتينو، التقليل من المخاوف قائلاً إنه لا يرى ما يدعو للقلق. غير أن البيانات الواردة في التقرير ترسم صورة مغايرة؛ إذ نفّذت وكالة الهجرة الأمريكية ما لا يقل عن 92 ألف عملية توقيف في المدن المضيفة حتى منتصف أكتوبر الماضي، وكانت غالبية الموقوفين بلا إدانات جنائية.

وتبرز ولاية نيوجيرسي نموذجاً واضحاً، حيث بلغت نسبة المعتقلين دون سجل جنائي نحو 74 بالمائة. كما لا تعكس هذه الأرقام مجمل العمليات التي نفذتها أجهزة أخرى، ما يشير إلى حجم أكبر للظاهرة.

وتدعو «هيومن رايتس ووتش» الاتحاد الدولي للضغط على السلطات الأمريكية لضمان عدم استغلال الفعاليات الكروية في حملات مرتبطة بالهجرة. ويؤكد التقرير أن الهوة بين الخطاب الترحيبي للبطولة والسياسات الأمنية المطبقة قد تجعل نسخة 2026 من أكثر النسخ إثارة للجدل حقوقياً، إذا لم تُتخذ خطوات وقائية واضحة قبل انطلاق الحدث.