آخر الأخبار

إلى متى؟.. السرعة وعدم الانتباه يفتكان بـ«36 مواطناً» في أسبوع

تتوالى المشاهد المأساوية على الطرق الحضرية في المغرب، حيث سلّمت أسبوعاً واحداً فقط 36 روحاً، فيما أصيب أكثر من ثلاثة آلاف شخص، في حصيلة صادمة تثير التساؤلات حول فعالية الإجراءات الرامية لوقف هذا النزيف المستمر.

وقعت هذه الخسائر البشرية الفادحة خلال الفترة الممتدة من 24 إلى 30 نونبر الماضي، وسط مناخ مروري وصفته المعطيات الرسمية بالفوضى؛ فقد أحصت السلطات 2308 حادثة سير داخل المدن، نتج عنها 122 إصابة بليغة، بالإضافة إلى الوفيات والإصابات الأخرى.

وتكشف الأرقام اليوم عن وجه القاتل الرئيسي: سلوكيات السائقين. فقد تصدّر «عدم الانتباه» و«السرعة المفرطة» قائمة الأسباب المباشرة للحوادث المميتة، ليؤكدا مرة أخرى أنهما ثنائي خطر يحوّل المركبات إلى أدوات فتاكة على الأسفلت.

ولم يكن هذان السببان وحدهما في الميدان، بل انضم إليهما طيف واسع من المخالفات مثل عدم احترام حق الأسبقية، وعدم ترك مسافة الأمان، بالإضافة إلى مخاطر أخرى تتمثل في السياقة تحت تأثير الكحول والتجاوز الخاطئ، مما يخلق بيئة مثالية للكوارث.

وعلى الجانب الآخر، حاولت حملات المراقبة والزجر تكثيف حضورها، حيث سُجّلت قرابة خمسين ألف مخالفة، ورُفعت آلاف المحاضر إلى القضاء، ووُضعت آلاف المركبات في الحجز، في محاولة لفرض الانضباط.

ولكن، ورغم تحصيل ملايين الدراهم من الغرامات وسحب آلاف الوثائق، يبقى السؤال المُلحّ عالقاً في الهواء: متى تترجم هذه الإجراءات الرادعة إلى وعي يومي يدفع كل سائق ومشاة إلى احترام الحياة؟ فالطرق ليست ساحة للمجازفة، بل هي مرفق عام للجميع.

المقال التالي