حموني يقرع جرس الإنذار: الحقل الحزبي يعيش تفككا غير مسبوق

قدم البرلماني رشيد حموني، خلال ندوة وطنية حول “تحولات الحقل الحزبي المغربي”، قراءة نقدية لوضعية الأحزاب السياسية، معتبرًا أن المواطن بات ينظر إليها كجزء من الأزمات بدل أن تكون رافعة للحل، وأن حضورها داخل المجتمع ضعُف بسبب عجزها عن التأطير والترافع وخفوت أدوارها التاريخية.
وأوضح أن الحقل الحزبي نشأ في سياق وطني شاركت فيه المؤسسة الملكية والحركة الوطنية، لكنه عرف لاحقًا موجات انشقاق وصراعات داخلية أضعفت بنياته، وزادت حدتها مع تصاعد النزاعات الفردية وتراجع الالتزام الحزبي وقيم التطوع والعمل الجماعي. وأضاف أن هذه التحولات ساهمت في ترسيخ صورة نمطية تجعل البرلماني عند كثير من المواطنين مجرد مستفيد من الريع، وهي صورة يعززها الإعلام ومظاهر الفساد الانتخابي.
وشدد حموني على أن قوة الأحزاب لا تقاس بعدد مقاعدها، بل بقدرتها على الفعل السياسي وتأطير المواطنين، داعيًا إلى إصلاح داخلي يشمل تجديد النخب، وتنقية الممارسات، وترسيخ الديمقراطية الداخلية، مع اعتبار الإصلاح السياسي مسؤولية مشتركة بين الأحزاب والدولة. واعتبر أن الدولة مطالبة بفتح مجال التنافس الديمقراطي ودعم المبادرات السياسية بدل ترك الأحزاب في وضع الانتظار.
كما دعا إلى إعادة الاعتبار لدور الجامعة في التأطير السياسي للشباب، مذكرًا بأهمية التجارب الطلابية في تغذية الحياة الحزبية خلال العقود الماضية.

تعليقات