البرلمان يستجوب وزارة الداخلية: من أمر بإفراغ حافلات المشردين في شوارع مدينتين؟

تحولت شوارع مدينتي الجديدة وأزمور إلى مسرح لأزمة إنسانية غامضة، بعد ظهور عشرات المشردين والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية بشكل مفاجئ. ارتبط هذا الظهور بتقارير عن وصول حافلات قامت بإفراغ هؤلاء الأشخاص في الفضاء العام دون أي ترتيبات لاستقبالهم أو رعايتهم.
وقد أثارت الحادثة، التي وقعت في الثاني من ديسمبر، موجة استياء واسعة وتساؤلات عديدة حول الجهة المسؤولة عن هذه العملية غير المسبوقة. جاء ذلك في ظل غياب أي تنسيق مسبق مع السلطات المحلية أو المؤسسات الصحية في المنطقتين اللتين وجدتا نفسيهما أمام وضع طارئ.
رداً على هذه التطورات، تقدّم النائب يوسف بيزيد، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، بسؤال كتابي عاجل إلى وزير الداخلية. وطالب السؤال بتوضيحات حاسمة حول الجهة التي أصدرت الأمر بهذا الترحيل، والغاية منه، والإجراءات التي تم اتخاذها حيال الأشخاص المُنقلين.
وصف بيزيد العملية بأنها «تصرف لا إنساني»، مؤكداً أنها تمس كرامة وحقوق فئة ضعيفة وتعرّض حياتها للخطر. كما اعتبر أن هذا الفعل يشكل «استخفافاً صريحاً» بساكنة المدينتين، التي فوجئت بظهور هذه الأعداد الكبيرة دون سابق إنذار.
وأكّد الاستجواب البرلماني على ضرورة التعامل مع الملف في إطار قانوني وحقوقي يحفظ الكرامة الإنسانية ويضمن الحق في الرعاية الصحية والاجتماعية للجميع، بغض النظر عن جنسياتهم أو أوضاعهم.
وتتطلع الأوساط الرسمية والشعبية الآن إلى إجابات واضحة من وزارة الداخلية حول مصدر هؤلاء الأشخاص، والسبب الحقيقي وراء نقلهم إلى هاتين المدينتين تحديداً، والإجراءات العاجلة المزمع اتخاذها لتأمين المأوى والرعاية اللازمة لهم.
وبينما لا تزال المعاناة الإنسانية قائمة في الشارع العام، ينتظر الجميع تحركاً رسمياً يضع حداً لهذا الغموض، ويقدم الحلول العاجلة لوضعية إنسانية استثنائية تسببت بها عملية نقل غامضة.

تعليقات