“الفاو” تبرز تجربة المغرب في رسم خرائط تدهور التربة بسوس ماسة

كشفت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” عن نموذجين رائدين في مواجهة تدهور الأراضي، استندت فيهما المغرب والإكوادور إلى مقاربات عملية مبنية على الأدلة والبيانات. وجاء ذلك ضمن تقريرها الدولي الأخير، الذي حلل تجارب عدة دول.
في المغرب، وتحديداً قبل عقد، أجرت السلطات تقييماً مفصلاً في جهة سوس ماسة، التي تُعد منطقة حيوية اقتصادياً وبيئياً. كشفت النتائج أن 19% من إجمالي أراضي الجهة تعاني من التدهور، وهو ما مثل جرس إنذار للجهات المعنية.
لم يتوقف الأمر عند مجرد التشخيص، بل امتد إلى رسم خريطة واضحة للنقاط الساخنة للتدهور، والمناطق التي تشهد ممارسات جيدة في إدارة الأراضي. وقد تلا ذلك عملية تخطيط تشاركي واسعة، شملت مؤسسات رسمية وممثلين عن المجتمعات المحلية.
أسفرت هذه الجهود عن إعداد ميثاق ترابي خاص بالجهة، ووضع خطة عمل ثلاثية تهدف إلى دمج الإدارة المستدامة للأراضي ضمن خطط التنمية المحلية. من جهة أخرى، اتبعت الإكوادور مساراً مماثلاً ركز على تأسيس خط وطني أساسي لقياس الكربون العضوي في التربة.
ساعد هذا المعطى في تكوين قاعدة بيانات مركزية، وظفت ضمن برنامج وطني لتقييم تدهور الأراضي. وقد مكن ذلك من تحديد المناطق الأكثر هشاشة، وتوجيه الاستثمارات نحوها بشكل أكثر فعالية، مما جعل إدارة التربة جزءاً من سياسة وطنية شاملة.
عالمياً، يحذر التقرير من اتساع الفجوة بين الإنتاج الزراعي الفعلي والإمكانات الحقيقية للأراضي، معتبراً أن سوء الإدارة يعد عاملاً رئيسياً وراء هذه الفجوة. ويؤكد أن الحلول الفعالة تكمن في اعتماد التخطيط القائم على الأدلة والتحليل المكاني الدقيق.
يختتم التقرير بتنبيه واضح: الاستمرار في تدهور التربة يهدد الإنتاج العالمي من المحاصيل الأساسية، مما قد يقود إلى ارتفاع الأسعار ويزيد من هشاشة الأمن الغذائي في العديد من الدول.

تعليقات