آخر الأخبار

تضارب المصالح في حكومة أخنوش… حين تصبح “القصة المغربية” موضوعا دوليا على يد جوشو

لم تعد معضلة تضارب المصالح داخل حكومة عزيز أخنوش شأنا محليا يثير نقاشات موسمية داخل البرلمان أو يشتعل حولها الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تجاوزت الحدود لتصل إلى الشاشة العربية الواسعة عبر البرنامج الشهير الذي يقدمه الإعلامي المصري يوسف حسين، المعروف بـ“جوشو”، على قناة العربي.

ملايين المشاهدين من مختلف دول العالم وجدوا أنفسهم أمام حلقة ساخنة خصصت جزءا كبيرا منها لملفات حساسة تتعلق بتضارب المصالح المنسوبة لوزراء في الحكومة المغربية.

وفي قالب ساخر لا يخلو من لذعة سياسية، أعاد جوشو ترتيب الملفات التي سبق للبرلمان والمجتمع المدني مناقشتها، واضعا إياها في سياق دولي يجعل من “القصة الحكومية المغربية” مادة دسمة للنقاش والضحك في الآن نفسه؛ ومن بين القضايا التي تطرق إليها، اتهام وزير الصحة بتمرير صفقة أدوية لشركة يقال إنها تابعة لوزير التربية الوطنية، قبل أن ينتقل إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل الذي وجهت له انتقادات بشأن استفادته من امتيازات مرتبطة بإحدى شركات السيارات.

ولم يفوت جوشو طبعا فرصة التوقف عند رئيس الحكومة نفسه، الذي نالت شركاته حصة الأسد من الجدل، سواء في ما يتعلق بصفقة تحلية المياه أو الامتيازات التي تتهم مجموعته بالحصول عليها في سوق المحروقات، باعتباره أحد أبرز الفاعلين فيه.

الحلقة انتشرت بسرعة في المغرب، حيث لجأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى إعادة نشر مقاطع منها لإضفاء جرعة إضافية من السخرية على الوضع السياسي، معتبرين أن “الحكومة التي تثير الجدل محليا أصبحت الآن مادة كوميدية يتابعها العرب في كل مكان”. وتحول مقطع جوشو حول تضارب المصالح إلى ما يشبه “ترند” يومي، مرفقا بتعليقات لاذعة.

وبينما تستمر النقاشات في الداخل حول الشفافية وتضارب المصالح وضرورة المحاسبة، يبدو أن “النسخة الدولية” من هذا الجدل أعطت للموضوع بعدا جديدا، وربما أكثر إحراجا، خاصة أن الحلقة – بأسلوبها الساخر المباشر – قدمت ما يحدث في المغرب على أنه مثال حي لخلط السياسة بالاقتصاد بطريقة لا يمكن للعالم إلا أن يضحك عليها… أو يتعجب منها.

وفي انتظار ما إذا كانت الحكومة ستتفاعل مع الموجة الجديدة من الانتقادات، يواصل المغاربة تداول المقاطع بنكهة ساخرة، وكأنهم وجدوا في جوشو الصوت الذي قال ما لا يستطيعون قوله… ولكن بطريقته الخاصة.

المقال التالي