لأول مرة.. طائرة “C-130H” تحط في أمريكا ضمن برنامج تطوير النقل الجوي العسكري المغربي

باشرت القوات الجوية الملكية المغربية مرحلة جديدة في مشروع تحديث أسطولها المخصص للنقل العسكري، بعد أن حطت أول طائرة من طراز “C-130H” في مطار “واكو” بولاية تكساس الأمريكية، حيث ستخضع لسلسلة من عمليات التطوير ورفع الكفاءة التشغيلية.
ويمثل وصول هذه الطائرة الانطلاقة الفعلية لبرنامج التحديث الذي تشرف عليه شركة “L3Harris Technologies” الأمريكية، المعروفة بخبرتها في مجالات الطيران والدفاع، وذلك وفق المعايير الدولية الخاصة بالصيانة والجودة الجوية.
وكان الإعلان عن هذه المرحلة قد تم في بداية يوليوز خلال حفل رسمي بـ”النادي العسكري للضباط” في الرباط، بحضور وفود مغربية وأمريكية. وأكدت القوات المسلحة الملكية حينها أن برنامج التحديث سيشمل جميع طائرات “C-130” العاملة في مهام النقل الجوي، بهدف تحسين أدائها وتعزيز جاهزيتها في العمليات والدعم اللوجستي.
ويرتبط هذا المشروع برؤية استراتيجية اعتمدها المغرب خلال السنوات الأخيرة لتطوير قدراته الجوية، سواء على مستوى التدخلات الميدانية داخل البلاد أو خلال المهام الإنسانية التي تنفذها القوات المسلحة خارج الحدود.
وتظل ذكرى حادث 26 يوليوز 2011 حاضرة في مسار هذا الأسطول، عندما سقطت إحدى طائرات “C-130” قرب كلميم بعد اصطدامها بجبل “تاييرت” وسط ضباب كثيف، ما أدى إلى وفاة 80 فرداً من عناصر الجيش، ليُصنَّف الحادث كأسوأ كارثة جوية في تاريخ المغرب.
وتُعد طائرة “C-130H Hercules”، التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية، من أشهر طائرات النقل العسكري في العالم. وتتميز بقدرات متعددة المهام تشمل نقل القوات، وإنزال المظليين، والإجلاء الطبي، وتوزيع المساعدات في المناطق الوعرة.
وتعتمد عشرات الجيوش حول العالم على هذا الطراز في مهام النقل والدعم اللوجستي والإغاثة الإنسانية. ويستخدمه المغرب بدوره في عمليات نقل القوات والمعدات، وفي دعم التدخلات خلال الكوارث الطبيعية أو الأزمات الإنسانية، ما يعكس أهميته الاستراتيجية داخل منظومة النقل الجوي العسكري للمملكة.

تعليقات