انعطافة خطيرة.. الحزب الشعبي يمرر مقترحاً لإلغاء اعتراف مدريد بالصحراء وتعزيز علاقاته بالجزائر

شهد البرلمان الإسباني جلسة استثنائية أمس، تمخضت عن إقرار مقترح مثير يدعو إلى مراجعة جذرية للسياسة الخارجية الإسبانية تجاه الصحراء الغربية المغربية. وجاء التصويت الذي قاده الحزب الشعبي المحافظ ليشكل منعطفاً جديداً في النقاش الدائر حول هذا الملف الشائك.

وتكشف هذه الخطوة عن تحول في موازين القوى داخل البرلمان الإسباني، إذ تعكس رغبة قوى المعارضة في استغلال الملف ضمن معركتها السياسية ضد حكومة سانشيث. ويسعى المقترح إلى تعزيز التقارب مع الجزائر على حساب العلاقات الاستراتيجية مع المغرب.

ويبرز هذا التطور في لحظة حساسة تشهد فيها المنطقة تحولات جيوسياسية متسارعة، بينما تحاول إسبانيا الحفاظ على توازن علاقاتها مع جيريها الجنوبيين. ويأتي ذلك في ظل الدعم الدولي المتزايد للمبادرة المغربية بشأن الحكم الذاتي.

وتمكن الحزب الشعبي من حشد تأييد حزب سومار اليساري وأطراف أخرى في تحالف برلماني غير مألوف، يعكس حجم التجاذبات داخل الساحة السياسية الإسبانية وتأثيرها المباشر على خيارات البلاد الخارجية.

وتتابع الرباط هذه التحركات بهدوء، مستندة إلى متانة علاقاتها مع مدريد، وإلى الاعتراف الدولي المتصاعد بموقفها. فيما تؤكد الحكومة الإسبانية أن قرارها التاريخي بدعم المبادرة المغربية لا يزال قائماً.

ويظل المشهد السياسي في مدريد مرآة لتعقيدات داخلية وإقليمية متشابكة، حيث يحتفظ ملف الصحراء بحساسيته البالغة ودوره المؤثر في رسم تحالفات المنطقة.