موارد مائية تضيع في مناطق تعاني العطش.. وحقوقيون يطالبون بتدخل عاجل

أعرب المكتب الإقليمي للمنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان بسيدي قاسم عن قلقه الشديد إزاء الوضعية المائية الحرجة التي تشهدها كل من عين صدين وعين كرمة بجماعة عين الدفالي، وعين وازيف بجماعة بني وال، نتيجة ضياع كميات كبيرة من المياه في منطقة تعاني من خصاص متزايد في هذا المورد الحيوي.

ووفق بلاغ للمنتدى، فإن مياه عين صدين تتدفق مباشرة نحو الساقية دون أي تنظيم أو مراقبة، مع بقاء الصنابير مفتوحة بشكل مستمر، مما يتسبب في هدر كميات مهمة تُقذف في واد رضات. وضعٌ مماثل يُسجَّل بدوار جديد حيث يظل أنبوب عين كرمة مفتوحًا على الدوام. أمّا عين وازيف بجماعة بني وال، فيشهد بدوره هدرا مستمرا بسبب أنبوب غير مغلق طوال اليوم، ما يعمّق الضغط على الموارد المائية المحلية.

وأشار المصدر ذاته إلى أنّ هذه السلوكات تتم في سياق مناخي حساس يتسم بتراجع التساقطات وتراجع منسوب السدود والفرشات الجوفية، ما يجعل من كل قطرة ماء ثروة وطنية تتطلب التدبير الرشيد والحماية الصارمة.

وأكد المكتب الإقليمي للهيئة الحقوقية أنّ الحق في الماء والعيش في بيئة سليمة مكفول دستوريا، وأن الحفاظ على هذه الموارد ينسجم مع التوجيهات الوطنية الداعية إلى ترشيد استعمال المياه باعتبارها رصيدا استراتيجيا. كما نبّه إلى المخاطر البيئية والاجتماعية التي قد تنجم عن استمرار هذا الهدر، داعيا الجماعات الترابية للتدخل العاجل لإصلاح وضعية العيون الثلاث واتخاذ الإجراءات التقنية والقانونية اللازمة لمنع الهدر، وفق ما تنص عليه القوانين المنظمة لحماية البيئة والموارد المائية.

وفي السياق ذاته، دعا تاج الدين الرحماني، الكاتب الإقليمي للمنتدى وباحث في الجغرافيا الطبيعية والبيئية، السلطات المحلية ووكالة الحوض المائي إلى تكثيف الجهود للحد من كل أشكال الاستغلال العشوائي للمياه، بما في ذلك حفر الآبار بدون ترخيص. واقترح الربط المباشر لمياه عين صدين المتدفقة نحو واد رضات بشبكة الماء الصالح للشرب، مؤكدا أن المسافة القصيرة بين العين والخزانات (أقل من 10 كيلومترات) تجعل من هذا المشروع خيارا عمليا لتعزيز التزويد وتخفيف الاعتماد على الصهاريج.

كما شدد الرحماني على ضرورة التدبير العادل والعقلاني للفرشة المائية بدوار بني سنانة لضمان استفادة الساكنة المحلية والدواوير المجاورة بشكل يراعي العدالة المجالية ويحافظ على استدامة المخزون المائي.