آخر الأخبار

تحقيقات “حي كوبا” تكشف واحدة من أعقد ملفات السطو العقاري بالدار البيضاء

تتجه الأنظار مجدداً نحو ملف السطو على عقارات “حي كوبا” وفندقه التاريخي بالمدينة القديمة للدار البيضاء، وسط وقائع مثيرة تطال محامياً معروفاً ونجله وعدداً من الأجانب، في قضية تقدر قيمة ممتلكاتها المتنازع عليها بأكثر من 50 مليار سنتيم.

وخلال جلسة الاستنطاق التفصيلي الأخيرة، حضر ورثة الثري الكوبي الراحل “فلورينسيو سان فيكتور”—الذي أطلق اسمه على الحي والفندق—بأمر من قاضي التحقيق للتأكد من هويتهم، بينما تخلف المحامي المتابع عن المثول بدعوى المرض، إلى جانب المتهمة الفرنسية المالكة لشركة مختصة في البحث عن عقارات الأجانب، رغم صدور أمر باعتقالها.

القضية تفجرت سنة 2014 عندما وضع الورثة شكاية لدى النيابة العامة يتهمون فيها المحامي ومن معه بتزوير عقود عرفية واستغلالها للاستيلاء على عقارات جدهم؛ وأفضت تعليمات النيابة إلى فتح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحقيقا كشف وجود تلاعبات خطيرة، قبل أن يحال الملف على قاضي التحقيق سنة 2018، وهو ما يزال رائجاً بسبب امتناع المتهمين عن حضور جلسات التحقيق.

وتعود خيوط هذا الملف إلى سنة 1946، تاريخ وفاة الثري الكوبي، حين بادرت حفيدتاه سنة 1955 إلى طلب تقييدات احتياطية على الأملاك، ثم حصلتا على حكم ابتدائي سنة 1982 يثبت ملكيتهما، أيدته محكمة الاستئناف في 1989؛ وكان المحامي المتهم هو نفسه محامي الحفيدتين خلال تلك الفترة.

غير أن الأمور تغيرت حين ظهر فرنسي يزعم أن الراحل أوصى له بعقاراته، قبل أن تخلفه ابنته بعد وفاته سنة 1997؛ وفي 2005، وقع المحامي اتفاق صلح مع الوكيل الفرنسي، دون علم الورثة، تنازل فيه عن 50% من العقارات مقابل 35 مليون درهم، احتفظ بها لنفسه، رغم أن قيمة العقارات تتجاوز 50 مليارا.

وتعمقت الشبهات بعد أن تبرع الفرنسي بالعقارات لابنته الموثقة، التي منحت وكالة لابن المحامي للتصرف فيها؛ الأخير باع عقارا بمليار سنتيم لأحد النافذين، مؤكداً أنه سلم المبلغ لوالده، كما باع عقارا آخر لشقيقه.

وفي فصل إضافي من القضية، حصلت الفرنسية صاحبة الشركة العقارية بمراكش على شيكات دون رصيد من المحامي، مقابل “شراء صمتها”، ما أدى إلى اعتقاله قبل أن يغادر السجن بعد تسوية المبالغ المطلوبة عبر المحكمة.

ورغم تشعب خيوطه وامتداده لعقود طويلة، يواصل القضاء بحث تفاصيل ملف “حي كوبا”، الذي يعد من أبرز قضايا السطو العقاري التي تشهدها العاصمة الاقتصادية.

المقال التالي