لهذا يستحيل بناء جسر بين المغرب وإسبانيا.. تقرير إسباني يكشف “لعنة” مضيق جبل طارق

يعود “الحلم القديم” بربط ضفتي المتوسط عبر جسر يصل المغرب بإسبانيا إلى الواجهة بين الحين والآخر، لكن تقريراً إسبانياً اليوم يؤكد أن هذا المشروع يظل “حلماً مستحيلاً تحقيقه”. وكشف تقرير “المعهد الإسباني للهندسة”، الذي نُشر اليوم، أن “التحديات الطبيعية” في مضيق جبل طارق تشكل “عقبة لا يمكن تجاوزها”.
ورغم أن المسافة بين البلدين لا تتجاوز 14 كيلومتراً في “أضيق نقطة”، إلا أن التقرير يؤكد أن “الأعماق السحيقة” التي تصل إلى 900 متر تجعل إقامة دعائم ثابتة “مسألة مستحيلة”. وتشكل “التيارات المائية العنيفة” و”الرياح القوية” تحديات إضافية تعيق أي محاولة لبناء جسر ثابت.
ويوضح التقرير، الذي نقلته صحيفة “لاراثون”، أن “التقاء تيارات المحيط الأطلسي بالبحر المتوسط” يخلق “نظاماً مائياً فريداً” من حيث القوة والتعقيد. هذا “التفاعل الطبيعي” يجعل ضمان استقرار أي هيكل بناء عبر المضيق “أمراً غير ممكن” مع التقنيات المتاحة حالياً.
وتتفاقم التحديات بسبب “الموقع الجيولوجي” للمضيق عند نقطة “التقاء الصفائح التكتونية”، مما يجعله منطقة “نشطة زلزالياً”. كما يشير التقرير إلى أن “حركة الملاحة البحرية الكثيفة” تتطلب تصميمات استثنائية لأي جسر محتمل.
ويؤكد التقرير أن “تلبية متطلبات السلامة” سترفع تكلفة المشروع إلى “مستويات غير واقعية”. فالجسر يجب أن يكون “مرتفعاً لاستيعاب السفن العملاقة”، و”مقاوماً للزلازل”، و”قادراً على تحمل الظروف المناخية القاسية”.
في المقابل، يبقى خيار “النفق السككي تحت البحر” هو “البديل الوحيد القابل للدراسة”، رغم “التحديات التقنية والمالية الهائلة” التي يواجهها. وقد “أعيد إحياء هذا المشروع” في الرابع عشر من نوفمبر بعد توقف دام عقوداً.
وهكذا يبقى التقرير الإسباني شاهداً على أن “لعنة الطبيعة” في مضيق جبل طارق تحول دون تحقيق “حلم الربط البري بين القارتين”، ليبقى هذا المشروع “حلماً مؤجلاً” في انتظار “تطورات تكنولوجية غير مسبوقة” تقهر “تحديات الجغرافيا والطبيعة”.

تعليقات