الزيت العائد من بلجيكا: وجوه فنية تثير الجدل بدل الحقيقة وباحث يوضح لمغرب تايمز خطورة الأمر

خرج عدد من الفنانين بجهة سوس ماسة مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية للدفاع عن شركة خاصة بإنتاج زيت الزيتون، وذلك بعد الانتقادات التي طالت الشركة إثر تداول أخبار مفادها أن إحدى شحناتها تم إرجاعها من بلجيكا لعدم مطابقتها للمعايير الصحية.

الغريب في الأمر، بحسب متابعين، أن هؤلاء الفنانين وبعض الإعلاميين أعربوا عن دعمهم للشركة قبل التأكد من صحة المعلومات حول المنتج، ما أثار استغراب الرأي العام حيث ربط بعض المحللين هذه المواقف بالصلات المالية بين الشركة وبعض الأعمال الدرامية، فضلاً عن الاستعانة بالفنانين في الحملات الإعلانية.

في هذا الإطار قال محمد جواد سيفاو وهو باحث في علم الاجتماع وفاعل ثقافي: “الفنان الذي يرضى أن يكون واجهة للتضليل يفقد احترام الناس قبل أن يفقد فنه. حين تقع فضيحة غذائية، يجب أن تكون الأولوية هي الحقيقة وصحة المواطن. ولكن المثير هو كيف تختار بعض الشركات، بدل تحمل المسؤولية، أن تهرب إلى الأمام باستعمال وجوه معروفة من فناني جهة سوس ماسة لتطبيق ما يُسمى بـ’الماكياج الاجتماعي’ فوق الأزمة. يقومون بمسرحية جديدة بدل الإجابة على سؤال: لماذا يحتوي المنتج على مشكل؟”.

وأضاف سيفاو في تصريح لموقع مغرب تايمز: “في هذه اللحظة، لا يكون الفنان فنانا، بل يتحول إلى وسيلة رمزية لتعطيل التفكير الجماعي للجمهور، خصوصا في مناطق تتميز بحس الانتماء القوي كسوس ماسة، حيث يشعر الجمهور بنوع من الطمأنينة غير المبررة: ‘ المنتج إذا استخدمه فنان، فالأمر على ما يرام’. وهنا تكمن الخطورة، إذ يتم إعادة إنتاج الثقة بشكل مصطنع قائم على العاطفة وليس على المعطيات، بينما يبقى المشكل الحقيقي مخفياً”.

وتابع الباحث: “تعكس هذه الاستراتيجية ثقافة لا تزال تعامل المواطن كمتلق للصور وليس كفاعل له الحق في التساؤل، وتكشف هشاشة التواصل المؤسساتي الذي يخشى الحقيقة ويعتمد على وجوه معروفة لتغطية العيوب. النتيجة أن المجتمع يعيش في واقع تخفيه الابتسامات، حيث تصبح السمعة أهم من السلامة. استعمال الفنان ليس دليلا على جودة المنتج، بل في بعض الأحيان دليلا على رغبة في صرف الانتباه، ويجب على المواطن الواعي أن لا يكتفي بالنظر عبر عيون الآخرين، خصوصا إذا كان هؤلاء الآخرين مستخدمين لإسكات الأسئلة”.

يثير هذا الجدل النقاش حول حدود مسؤولية الفنانين في الدفاع عن شركات أو منتجات قبل التحقق من صحتها، ومدى تأثير السمعة على ثقة المواطن في المنتجات الغذائية، خاصة في مناطق تتميز بحس الانتماء الجماعي القوي مثل جهة سوس ماسة.