أكادير…هل رفض بودرقة طلب أمزازي لإقامة حفل “المسيرة” بقاعة الانبعاث لأسباب سياسية؟

بدأت أجواء الانتخابات لسنة 2026 تلقي بظلالها على مدينة أكادير، بعدما تحولت قضية بسيطة تتعلق بترخيص لاستغلال قاعة رياضية إلى سجال سياسي مثير للجدل، كشف حجم التوتر القائم داخل مجلس جماعة أكادير وبين بعض المسؤولين الترابيين بالمدينة.
وحسب “مواقع وطنية”، فقد رفض نائب رئيس جماعة أكادير، مصطفى بودرقة، الترخيص لاستعمال القاعة المغطاة “الانبعاث” لتنظيم حفل وطني بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، كانت وزارة الأسرة والتضامن قد برمجته في المدينة.
وتضيف المصادر ذاتها أن قرار الرفض، الذي برره نائب أخنوش بعدم تسلم الجماعة القاعة بعد من شركة “سوس ماسة للتهيئة”، وضع السلطات المحلية في موقف محرج، وأجبرها على التحرك في آخر لحظة لنقل النشاط إلى قاعة “الهدى المتعددة الرياضات”، حيث أقيم الحفل بحضور والي الجهة سعيد أمزازي والوزيرة نعيمة بن يحيى.
غير أن ما أثار الاستغراب، حسب ذات المصادر ، هو أن نفس القاعة سبق أن استغلت في أنشطة مماثلة، من بينها المعرض الدولي للأركان في نسخته الثانية، دون أن تتسلمها الجماعة رسمياً أو تحصل على موافقة مصالح الوقاية المدنية، وهو ما جعل متتبعين يتساءلون: لماذا يفتح الباب حين يتعلق الأمر بأنشطة تدعمها أحزاب الأغلبية في المجلس، ويغلق حين يكون الحدث ذا طابع وطني جامع؟
الواقعة، التي بدت في ظاهرها إدارية، تحمل في جوهرها مؤشرات مقلقة عن حجم التسييس الذي بات يطغى على تدبير الشأن المحلي بأكادير؛ فبدلا من أن تكون الجماعة الترابية شريكا في إنجاح الأنشطة الوطنية الكبرى التي تكرس روح الانتماء والوحدة، تحول بعض مسؤوليها إلى أدوات لتصفية الحسابات السياسية، ولو على حساب صورة المدينة ومكانتها.
انتقاد الشارع لم يتأخر، إذ اعتبر العديد من المواطنين أن ما حدث يعكس غياب روح المسؤولية لدى بعض المنتخبين، وفي مقدمتهم رئيس الجماعة ونائبه، اللذان يتهمان بتحويل مؤسسة منتخبة لخدمة أجندات انتخابية ضيقة، في وقت كان الأولى فيه أن يتجند الجميع لإنجاح احتفالات وطنية ترمز إلى تلاحم العرش والشعب.

تعليقات