آخر الأخبار

احتجاج نقابي على “العبث الإداري” داخل مندوبية الصحة بإنزكان آيت ملول

يعيش قطاع الصحة بإقليم إنزكان آيت ملول على وقع توتر غير مسبوق، بعد أن عبّر التنسيق النقابي لقطاع الصحة بالإقليم عن استيائه العميق من ما وصفه بالممارسات الإدارية غير السليمة الصادرة عن المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والتي اعتبرها تجسيداً لاستمرار نهج الانفراد بالقرارات وتغييب المقاربة التشاركية التي تشكّل أساس الحكامة الجيدة في تدبير الشأن الصحي.

وفي بيان أصدره يوم الأربعاء 5 نونبر 2025، أوضح التنسيق النقابي أن المندوب الإقليمي أقدم على تدبير ملف التعويضات عن البرامج الصحية بشكل انفرادي ودون إشراك فعلي للشركاء الاجتماعيين، مما أدى إلى إقصاء فئة واسعة من المهنيين وخلق أجواء من الاحتقان داخل صفوف العاملين بالقطاع. كما سجل التنسيق بأسف شديد تجاهل المندوب للمراسلات المتكررة التي وجهها ممثلو الشغيلة الصحية، معتبراً ذلك سلوكاً يعكس استخفافاً بالحوار الاجتماعي وبالعمل النقابي.

وأضاف البيان أن التنسيق النقابي يستنكر حرمان عدد من الموظفين من تعويضاتهم عن التنقل دون مبررات واضحة، واصفاً الأمر بأنه إجهاز على الحقوق والمكتسبات. كما اعتبر رفض المندوب الإقليمي الجلوس إلى طاولة الحوار وعدم الرد على الطلب الاستعجالي المؤرخ في 22 أكتوبر 2025 دليلاً إضافياً على غياب إرادة حقيقية لإيجاد حلول موضوعية للإشكالات المطروحة وهروباً إلى الأمام.

ولم يقف البيان عند هذا الحد، بل أشار إلى أن المندوب الإقليمي يتدخل في التدبير الإداري للمركز الاستشفائي الإقليمي بإنزكان رغم تعيين مدير رسمي له، مما تسبب في إرباك سير العمل بعدد من الأقسام والوحدات دون أي إضافة نوعية تذكر، في خرق واضح لمبدأ تحديد المسؤوليات والاختصاصات بين مستويات الإدارة الصحية بالإقليم. كما ندد بإنشاء لجان إدارية بدون سند قانوني وخارج الضوابط الإدارية.

وأكد التنسيق النقابي لقطاع الصحة بإقليم إنزكان آيت ملول أنه يحمل المندوب الإقليمي كامل المسؤولية عن حالة التوتر والاحتقان التي يعيشها الوسط الصحي، داعياً المصالح المركزية للوزارة إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذا العبث الإداري، وإعادة الاعتبار لثقافة الحوار واحترام الأدوار المؤسساتية.

كما أعلن التنسيق مقاطعته للجان الموضوعاتية التي تم تمييعها وإفراغها من محتواها، مؤكداً أن هذه اللجان أصبحت وسيلة لربح الوقت والتنصل من المسؤوليات.

وعبّر التنسيق النقابي عن استغرابه من قرار تكليف المندوب بالإشراف على مندوبية أكادير إداوتنان إلى جانب مهامه الحالية بإنزكان آيت ملول، رغم الإشكالات الكبيرة التي يعرفها القطاع بهذه العمالة.

وأشار إلى أنه بعد استنفاد جميع المساعي السلمية ومراسلة الجهات المسؤولة دون تجاوب، يستعد التنسيق للدخول في برنامج نضالي تصعيدي ميداني سيتم الإعلان عنه قريباً، دفاعاً عن كرامة وحقوق ومكتسبات نساء ورجال الصحة بالإقليم.

المقال التالي