السودان يتنفس الصعداء.. جهود دولية لإنهاء الحرب وإعادة بناء السلام

في تحول إيجابي نحو إنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عام ونصف، تتسارع الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء الصراع المدمر الذي أثر على حياة ملايين السودانيين. في خطوة مهمة نحو السلام، بدأ الأطراف المعنية في السودان والدول الفاعلة الإقليمية والدولية، مثل الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، تكثيف جهودهم لتحقيق وقف إطلاق نار طويل الأمد، مما يفتح الأفق لعملية سياسية شاملة قد تسهم في إعادة الاستقرار للبلاد.
عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، اجتماعا هاما لمناقشة المقترحات المتعلقة بالهدنة الإنسانية، التي تقدمت بها الآلية الرباعية المكونة من القوى الدولية الرئيسية. وقد أكد مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، أن الجيش السوداني لم يعارض المقترح المبدئي، وهو ما يعكس استعداد الأطراف المتنازعة لإيجاد حلول سلمية.
التحركات الدولية، خاصة تلك التي تقودها الولايات المتحدة، تشمل جهودًا لتثبيت وقف إطلاق النار، مع التركيز على إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. وتعمل هذه المبادرات على خلق بيئة مؤاتية للحوار بين الأطراف السودانية المختلفة، تمهيدًا لمرحلة سياسية شاملة. وفي هذا السياق، أكد المسؤولون المصريون أن التعاون الإقليمي والدولي ضروري لتحقيق الاستقرار في السودان.
العديد من القوى السياسية والمدنية في السودان رحبت بفكرة الهدنة، معتبرين أن هذه فرصة لوقف النزيف البشري وتحقيق سلام دائم. وأوضح ياسر عرمان، رئيس الحركة الشعبية، أهمية قبول الجيش السوداني للمبادرة والانخراط في حوار سياسي لتوحيد البلاد بعد الحرب.
على الصعيد الدولي، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على ضرورة وقف العنف فورًا، مشيرًا إلى الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعاني منها الشعب السوداني. كما دعت الأمم المتحدة إلى تسوية تفاوضية شاملة، تضمن عودة المساعدات الإنسانية لملايين المدنيين المتضررين.
من المتوقع أن تلعب هذه الجهود دورًا محوريًا في تحريك عجلة السلام في السودان. إذا تم تنفيذ الهدنة بنجاح، فإنها قد تمهد الطريق لحوار وطني شامل يساعد في إعادة بناء السودان ويقضي على خطر التصعيد العسكري، ويعيد الأمل للشعب السوداني في استعادة الأمن والسلام.

تعليقات